سعيد غبريس
هل يصبح رئيساً؟
2016-11-11
الكُل يعرف مدى تعلق الأمير عبدالله بن مساعد بكرة القدم، أنا شخصيًا كانت معرفتي الأولى به في ملعب تحديدًا في منصة ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء خلال نهائي كأس فلسطين العام 1986.
الكُل يعرف أن الأمير عبدالله كان رئيسًا انقاذيًا لنادي الهلال في فترة حرجة، وكنت من الذين استشارهم في موضوع الإقدام والنزول عند إجماع الهلاليين عليه حصل نقاش بيننا في فندق إنتر بيروت خالفت أنا الإجماع ولكنه سار في اتجاهه مُبررًا ذلك بالواجب تجاه الوطن وبحبه للكرة وللهلال بالطبع..
الكُل يعرف أن الأمير عبدالله هو عراب مشروع تخصيص الأندية وأنه خبير في الاستثمار ويمتلك ثقافة واسعة في الاستثمار الرياضي الغربي والأوروبي..
ولا يُخفى على أحد أن ـ رئيس الهيئة العامة للرياضة ـ يولي كرة القدم الاهتمام الأكبر كونها اللعبة الشعبية الأولى في العالم كما أكد مؤخرًا، وكلنا تابعنا متابعته الحثيثة لمنتخب السعودية الأول ولقاءاته المستمرة مع رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد وتقديم كل العون والتسهيلات في المشوار إلى مونديال روسيا، وإذا رجعنا إلى الأيام الأخيرة نراه يكرم منتخب تحت 19 سنة، معتبرًا تأهله للمونديال وحصوله على الوصافة الآسيوية علامات مبشرة لعودة الكرة السعودية إلى صدارة القارة من جديد ووصل اهتمامه إلى حد حضور ورش عمل المدربين وورش عمل أندية الدرجة الأولى.
هذا الاهتمام الزائد بكرة القدم جعل البعض يعتقد أن الأمير عبدالله يؤثر في مسار اتحاد اللعبة، فهو أول مسؤول على رأس القيادة الرياضية لم يتبوأ منصب رئاسة اتحاد كرة القدم فيما كان هذا التقليد ساريًا إلى ما قبل انتهاء فترة سلفه الأمير نواف بن فيصل، لذا فإنه وحسب اعتقاد البعض يمارس "نفوذه" بطريقة غير مباشرة..
هذا الاعتقاد ازداد في هذه الفترة الّتي تشهد مخاض الترشيحات لرئاسة اتحاد الكرة بعد انتهاء فترة اتحاد أحمد عيد الذي كان أول رئيس منتخب لاتحاد الكرة السعودي وخاصة أن أحد المرشحين البارزين هو من فريق عمله الخاص..
وفي اعتقادي أن الأمر مختلف مع الأمير عبدالله بن مساعد الذي إن كان يأمل بأن يكون رئيس أكبر اتحاد في اللجنة الأولمبية التي يرأسها الأمير عبدالله ممن يثق بكفاءته إلّا أنه لا يوحي ولا يتجاسر ولا يؤثر في مسار اللعبة الانتخابية التي بدت على أبواب التجربة الثانية تُضاهي حماسة وإثارة واشتعال انتخابات اتحاد الكرة في لبنان..
حتى كتابة هذه السطور كانت الأنباء الخجولة عن إمكانية ترشح الأمير تركي بن خالد رئيس الاتحاد العربي تتقدم مع بدء العد العكسي لإقفال باب الترشيحات مما يطفئ أي حماس وأي اشتعال لينتقل لهيب المعركة الانتخابية إلى منصب نائب الرئيس.
وبدا الأمير تركي هو الحلّ الّذي يُريح الجميع وخاصة الأمير عبدالله بن مساعد لما يربط الأميرين من صلات وصداقة وتقارب في الأفكار والخبرة الرياضية مما يسهل التنسيق.
فهل إذا أصبح الأمير تركي بن خالد رئيساً يعود اتحاد كرة القدم إلى التجربة الانتخابية الشكلية بعد أن أكدت الأخبار أن المتنافسين سينسحبون في حال ترشحه؟.