نادي الاتحاد يعود لقديمه لتجديد شبابه، والعودة إلى الأمجاد بإعادة أحد رؤسائه "الذهبيين" أحمد مسعود الذي "جاهد" لتأمين مبلغ الثلاثين مليون ريال مع تسهيلات من الهيئة العامة للرياضة لتمرير مهلة إضافية بعد انتهاء المهلة المحدّدة أصلاً. مسعود أحد القدماء "التاريخيين"، أعاد لاعباً قديماً "عدنان فلاتة" ليسلّمه شارة القائد خلفاً لأقدم الأقدمين "الكابتن الأبدي" للعميد محمد نور الذي لا يجد مخرجاً لإنهاء حياته الرياضية في خضم الحالة الضبابية حول ذنبه أو براءته في موضوع تعاطي المنشطات، وهي القضية التي تحوّلت إلى مسلسل مكسيكي أو تركي حسب موضة هذه الأيام. ووصل جدلها إلى أعلى السلطات المختصة من دون حسم حتى الآن. قديم آخر عاد، وهذه المرة كوكيل للاعبين، بعدما مثّل الاتحاد لاعباً وأنهى علاقته به بمشكلة ونزاعات في أروقة "فيفا".
هذا البرازيلي سيرجيو المشاكس يتولى الآن شؤون اللاعبين الأجانب والمدربين في نادي الاتحاد. قديم جديد أنهى علاقته السابقة مع الاتحاد بخلاف، وها هو ذا الآن يشكّل مشكلة المشاكل ليتخلّص من النادي أو ليتخلّص النادي منه، إنه المدرّب الروماني بيتوركا الذي يسمونه في بلاده "الشيطان" والذي يلعب هذه المرة كما المرة السابقة على وتر البند الجزائي، ففي العام قبل الماضي ربح بيتوركا الشرط الجزائي وقيمته مليونا يورو سُدّد من قرض الخمسين مليون ريال.
وهذا العام أعلن فسخ العقد ومقاضاة النادي لدى "فيفا" لمخالفته بنود العقد، فيما النادي السعودي يرفع دعوى قانونية للاتحاد المحلي بعدما طلب المدرّب الروماني فسخ العقد. لا شيء جديداً تحت غمامة التضارب في تفسير بنود العقود، فالنادي يقول إنه اتفق مع المدرّب ولكنه غاب عن السمع والأنظار، وهو يقول إنهم "يطنشونه" في كثير من القرارات من دون علمه، في محاولة واضحة لإحراجه ثمّ إخراجه. وهكذا فأحدهما يسعى لفرض البند الجزائي، والآخر يريد التخلّص منه، ولاسيما أنّه يعاني ضائقة مالية خانقة ويقع تحت ديون قدّرتها الهيئة العامة للرياضة بـ 299 مليون ريال. والحق يُقال، إنّ إدارة أحمد مسعود جاءت لتحل مشاكل نادي الاتحاد، فوجدت نفسها تسبح للنجاة من غرق داهم سبّبته أمواج المدرّب الروماني الذي لم يحقّق في الموسم أكثر من المركز الثالث في الدوري، والذي وجد نفسه يُجرد من صلاحياته حبة حبة، كفرض مساعد محلي له، وإعادة النظر في "جيش" الطاقم المؤلف من 12 شخصاً، وعدم الموافقة على المعسكر الخارجي، والتعاقد مع محترفين بدون علمه أو إذنه، فوجد ثغرة في ذلك وفي عدم صرف رواتبه لثلاثة أشهر.
إبراهيم البلوي يبرّد يديه من لهيب الموسم الحارق، وأحمد مسعود يتلقف كرة النار ولهيبها الأول دعوى بيتوركا، وشراراتها ترميم الفريق الكروي بدءاً من المدرّب مروراً باللاعبين الأجانب وانتهاءً بتسديد الديون وتوفير السيولة المطلوبة للمستحقات الداهمة وأولها المليون دولار "الكاش" المبلغ الذي اشترطه نادي الزمالك المصري لإعارة لاعبه "كهربا"، والمبلغ الذي سيدفعه للاعب الإماراتي علي مبخوت إن نجحت المفاوضات. ومن سوء حظ "العميد" أنّ لاعبه الفنزويلي ريفاس معطوب "الفتاق" ويعرضه للبيع وهو مضروب، أمّا الحديث عن ضم الغاني العالمي مايكل إيسيان، فتلزمه ميزانية "حرزانة" إلا إذا كان ذلك بمنزلة العودة إلى "البروباغندا" الإعلامية الذي دأب الاتحاد على اعتمادها أوقات الشدة.