سعيد غبريس
سامي الجابر
2016-07-08

في بدايات انطلاقي في مجلة "الوطن الرياضي" في الثمانينيات، شكوت للمرحوم ناصيف مجدلاني حالي مع بعض الصحفيين ومهاجمتهم لي بدون أي ذنب اقترفته في حق أحدهم، وكنا نسمي المرحوم مجدلاني "أبو الرياضة"، فهو من الرعيل الأول الذي أسّس اللجنة الأولمبية اللبنانية وهو الرئيس الدائم لجمعية المحررين الرياضيين اللبنانيين، فقال لي ما طمأنني بأنّ العلّة ليس فيّ: "شوف يا ابني، في الغرب إذا وجدوا أحدهم ناجحاً يضعونه على أكتافهم ليرتقي أكثر، أمّا عندنا فإنهم يطرحونه أرضاً"! هذه العبرة أسوقها إلى سامي الجابر وهو يتهيأ لإثبات الذات من جديد في ملاعب الكرة السعودية التي أنجبته لاعباً نجماً، أقل ما يُقال في نجاحاته وإنجازاته أنّه اللاعب العربي الوحيد الذي ذُكر إلى جانب كبار لاعبي العالم التاريخيين في سجلات الأرقام القياسية، خاصة على صعيد مسابقة كأس العالم.. شئنا أم أبينا، أحببناه أم لا، سامي الجابر رجل ناجح عصامي ذكي مثقف مجتهد جدي له احترمه عند المحترمين، ولا يهمك من يعمي قلبه التعصب ولا يحب سامي حتى وهو يحقّق الانتصارات والنجاحات لوطنه..

فليس هناك تفسير لمحاربة هذا الإنسان الذي فضّل متابعة المسيرة مع الكرة التي صنعت اسمه وصنع لها المجد، سوى الغيرة والحسد والحقد في كثير من الأحيان ربما بسبب لون قميص ناديه.

سامي الجابر أكثر اللاعبين الذين اعتزلوا يحق له أن يكون مدرباً، فهو كان لاعباً فذاً قديراً، وكان بمنزلة ظل المدرّب في الملعب، حتى مع المنتخب الوطني، وهو عنيد ومعاند يربح التحديات، فيعود نجماً بحجم الأسطورة في كل مرة كانوا "ينعنون" إمكاناته وقدراته وحتى موهبته، فعل سامي ذلك أكثر من مرة..

سامي الجابر لم يتعدّ على "الكار" فهو خضع لدورات تدريبية ومارس التدريب ولو من منصب مساعد مدرّب ولكن عندما يكون ذلك مع نادٍ فرنسي، يصبح الأمر ذا شأن كبير، ولا ننسى أنّه خاض قبل ذلك تجربة الاحتراف كلاعب في نادٍ إنجليزي، وهو نجح مع فريقه الهلال كمدرّب رغم أنف الذين أزاحوه ممن كان واجبهم، من باب الوفاء أقله، أن يرفعوا من شأنه لا أن يطرحوه أرضاً "الله يرحم ناصيف مجدلاني".

سامي الجابر شجاع وجريء ومحترف حقيقي لم تثنه التجربة القصيرة في قطر، ولا في الإمارات، عن المتابعة والمثابرة والسير بثبات نحو الهدف البعيد المدى. وها هو يعود إلى الملاعب السعودية من باب فريق عاصمي آخر، مصنّف من الخمسة الكبار، وهو في هذا الموسم لن يكون مكسباً لنادي الشباب فحسب، بل سيكون علامة فارقة في الدوري وباقي المسابقات.

والحق يُقال، إنّ سامي الجابر سيعزّز مكانة الشباب إعلامياً وحتى جماهيرياً، وبالتأكيد استثمارياً، وبالطبع فنياً، ويأتي في وقت يحتاج إليه النادي الشبابي، يحتاج إلى همته وعزيمته لإعادة النضارة بعد موسم القحط المقيت.. والحق يُقال، إنّ سامي الجابر سينجح في توجيه اهتمام الأندية الكبيرة بالمدربين الوطنيين، الذين "تلاشوا" في ملاعب بلادهم بالرغم من العديد من الإنجازات التي حققوها.