|


سعيد غبريس
العقيد جنرالاً
2016-06-03
توافرت للنادي الأهلي عوامل عدة جعلته يتربّع على عرش الموسم الكروي بجدارة وبقوة، جامعاً الدوري والكأس معاً بعد سنوات عدة، ولعلّ العامل الأول، في نظري، هو اللاعب السوري الفذ عمر السومة الذي أثبت أنه العلامة الفارقة في الفريق الملكي، وأنّه النجم الذي "يشيل" الفريق على منكبيه ويقوده إلى منصات التتويج بعد سنوات عجاف. ويصح القول هنا، إنّه إذا كان "كحيلان" النصر أعاد العالمي إلى الألقاب بعد سنوات وسنوات، فإنّ "عقيد" الراقي محى ثلاثة عقود من الجفاء بين الأهلي والألقاب.
لم يكن السومة لاعباً عادياً في الأهلي ولا حتى في الدوري السعودي، بل هو نجم بكل معنى الكلمة. ولا نبالغ إذا قلنا إنّه بمنزلة ميسي في برشلونة وبمكانة رونالدو في ريال مدريد، لأنه مثلهما رفعت أهدافه الفريق السعودي إلى عرش الموسم كله، وكما أنّه مثلهما حقّق الإنجازات بالأرقام القياسية، مثل تصدّره قائمة هدافي الدوري للموسمين الماضيين وبأرقام تتخطى العشرين هدفاً، علاوة على تسجيله أهدافاً حاسمة في ثلاث مباريات، وتسجيل اسمه في قائمة مسجلي هدفين في نهائيات كأس الملك وعددهم لا يصل إلى أصابع اليد الواحدة.
ومن المؤكد أنّ لقب أفضل لاعب في الموسم بات من نصيب هذا العقيد الذي رفعته إنجازاته إلى رتبة جنرال، وكذلك لقب الأفضل بين اللاعبين غير السعوديين، ليس هذا الموسم وحسب، بل للسنوات العشر الماضية.
وهذا اللاعب الأنيق الرشيق الذي يملك حساسية مفرطة لتسجيل الأهداف، وموهبة عالية في حسم المباريات، والذي قدِم من القادسية الكويتي بدون ضجيج وبدون استقبالات صاخبة برغم أنه أتى حاملاً لقب هداف الدوري الكويتي، سيصبح بدون أدنى شك اللاعب الأغلى في السعودية والأكثر شهرة في ملاعب العرب، والرهان على ذلك ليس نجاحه الباهر في الدوري السعودي وحسب، فهذا اللاعب القادم من نادي الفتوة في دير الزور السورية، فرض نفسه في إنجلترا حين خاض تجربة قصيرة جداً مع توتنهام فورست وتمكن من تسجيل هدفين، من دون أن يتمكن من الاحتراف لأسباب تتعلق بأنظمة الاحتراف في بريطانيا.
بعد السومة، يأتي المدرب السويسري جروس الذي تفوّق على كل المدربين، والذي كتب نهاية معاكسة لنهايات معظم المدربين الأجانب، بإعلانه التوقف عن تدريب الأهلي، فيما العشرات غيره يُقالون حتى من بدايات الموسم.
والحق يُقال، إنّ جمهور الأهلي عنصر هام جداً في هذه "الطفرة" من الألقاب، إذ أثبتت الأرقام أنه الجمهور الأعرض وأنّ ملعب "الجوهرة" أتاح له إظهار هذه القاعدة، وبالتالي ضخّ في الخزينة المبالغ الأعلى بين جماهير الأندية الأخرى.
والسؤال المطروح الآن: هل بإمكان الأهلي وجمهوره ومموليه الحفاظ على هذه الظاهرة التي تشع في الجوهرة.