كُتب على الهلال في البطولة الآسيوية هذا الموسم أن يأخذ حقه بيده على طريقة "رامبو" فلم يستعن بصديق ولم ينتظر هدايا من الآخرين، هكذا حسم تأهله إلى الدور الثاني من المركز الثاني في مجموعته، وهذا ما سيكون مجبراً عليه في تخطي الدور ثمن النهائي، بحيث لا ينتظر هدية إلاّ من خصمه الأوزبكي العنيد لوكوموتيف، هذا الفريق الذي فرض أسلوبه ليس على الهلال وحده في مباراة ذهاب دور الـ16، بل على كل الفرق التي قابلها في دور المجموعات، فتصدّر بدون خسارة وكان سلاحه الأمضى الدفاع الذي لا يُخترق..
ومع ذلك، فإنّ التعادل السلبي في الرياض أفضل من أي نتيجة أخرى في حسابات التعويض إياباً، ومن هنا لا نفقد الأمل، على الرغم من أنه لا رجاء من أحوال الفريق، خاصة لجهة الإصابات وعدم اكتمال التشكيلة الأساسية، ولا رجاء من مدرّب أثبت عدم قدرته على التغيير في الأداء والنتيجة، ومن مدرّب صُنف، حسب الأرقام، بأنه أسوأ من أشرف على الهلال من الناحية الفنية. ومن هذا التصنيف وُصف باليوناني المفلس وبالذي لا يفهم، مع أنّ أبناء جلدته تغنوا بإنجازاته مع الفريق السعودي (44 فوزاً و9 تعادلات و10 خسارات).
ولكن المتربصين بدونيس رصدوا له خمس خسارات في موسم واحد وهذا ما لم يحصل خلال السنوات السبع الأخيرة (خسارتان أمام الاتحاد ومثلهما أمام الأهلي قطبي جدة، وخسارة من التعاون الحصان الأسود هذا الموسم الذي سبق الشباب والنصر إلى المربع).
وكُتب على الهلال أن يبقى موسماً خامساً من دون استعادة لقب الدوري مع أنه الأكثر تتويجاً بـ 13 لقباً في مختلف التسميات.
وكُتب عليه أيضاً أن يخرج من الموسم الحالي خالي الوفاض اللهُمّ إلا الإمساك بكأس الأمير فيصل موسماً تاسعاً، وهو لقب لا يُغني من جوع لناحية ترتيب البطولات.
وكُتب على الهلال أن يُقصى بالثلاثة من كأس الملك للأبطال بطولته المفضلة، بعد ثلاثية الدوري التي أقصته عن بطولة "جميل" أي أنّه خسر بطولتين في خمسة أيام أمام الفريق ذاته الأهلي بطل الدوري والمتأهل لنهائي كأس الملك.
وكُتب على الهلال مدرّب متعنت لا يتعلّم من الأخطاء، فأقصى لأمور انضباطية كان بالإمكان إيجاد عقاب بديل لها، نجمين كبيرين: الحارس خالد شراحيلي والمهاجم الخطير ناصر الشمراني، في وقت يعاني فيه الفريق من إصابات.
وكُتب على الهلال أن تحُول الأزمة المالية دون أي تعاقد خارجي في فترة الانتقالات الشتوية، رافق ذلك اهتزاز مستوى لاعبيه الأجانب.
ولكن...
كُتب للهلال (له لا عليه) رئيس مسؤول لا تنقصه الحكمة ولا الجرأة، ويُسجّل له موقفه المتمّيز في استيعاب الخروج من كأس الملك بنتيجة قاسية أمام الأهلي، فهو لم يُعلن الاستقالة بل "رفع الصوت" لإثارة هِمم رجالات النادي، فنجح في ذلك وأوجد ربحاً مقابل خسارة، وإن كان الربح في الملعب هو الأهم، وهو ما لم يحصل..
وكُتب للهلال جمهور مؤازِر في كل الظروف وهذا ما تجسّد في المباراة الأخيرة، وإن يكن جمهور قطبي جدة أظهر تفوقاً.