تشهد الأندية السعودية سباقاً بين التخصيص والإفلاس، فلا يخفى على أحد، أنه كلما مرّ موسم كلما تفاقمت الأزمة المالية في معظم الأندية، الكبيرة منها والصغيرة، وربما بلغت الأزمة الذروة هذا الموسم، وربما أصبحت الأندية على شفير الإفلاس في الموسم المقبل.
النجدة المنتظرة والموعودة لن تأتي إلا من مشروع التخصيص الذي أكّد رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد أنه سيُقّر لا محالة هذا العام وقريباً جداً، وقد ازدادت الآمال بعد الإعلان عن رؤية المملكة 2030.
وبين المشاريع الكثيرة والمشاغل العديدة التي يتصدى لها الأمير عبدالله بن مساعد، يقع مشروع التخصيص في سلم الأولويات ليس لأنّ رئيس الهيئة هو عراب هذا المشروع، بل لأنه بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، وخصوصاً أننا نستقرئ المخاطر المقبلة من خلال الأرقام في العجز المالي لكل الأندية، حتى الأندية المصنّفة خارج دائرة "الكبار" التي عكست أزمتها صرخة نادي الخليج بعدما لوّحت الشركة الراعية بالتخلي عن النادي الذي لم يصرف رواتب خمسة أشهَر للاعبين..
وتأخُر صرف رواتب اللاعبين ينسحب على جميع الأندية باستثناء الأهلي الذي باتت إحدى سيدات الأعمال داعماً كبيراً له. فلاعبو النصر بلا رواتب منذ ثمانية أشهر والعاملون منذ 24 شهراً، والديون بلغت 168 مليون ريال، والرئيس استقال وتزامن ذلك مع استقالة والده رئيس هيئة أعضاء الشرف (صرف الاثنان مع أمير ثالث 250 مليون ريال) والقرض البنكي لم يُصرف وربما أوقفه مؤخراً الرئيس المستقيل. ويبدو أنّ الأزمة ستستفحل لأنّ على الرئيس الجديد تأمين مبلغ 30 مليوناً فيما الاسم المقترح ليكون الرئيس الرابع عشر، يشترط تأمين ميزانية لتسديد الديون.
النادي العاصمي الثاني، الهلال، "فزع" أعضاء الشرف لطلب الرئيس الأمير نواف بن سعد: النجدة وإلا الاستقالة، فتجنبوا أزمة رئاسة بخمسين مليون ريال لبقاء الرئيس الحالي..
النادي العاصمي الثالث، الشباب، هرب الميسورون من درب الرئاسة، فما كان من الأمين العام عبدالله القريني إلا أن تسلّح بروح الفدائي وتلقى كرة نار الرئاسة، ولا يجد من يطفئ لهيبها من الداعمين التقليديين والتاريخيين..
ولهيب نار الرئاسة اكتوى به رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي الذي بدأ يتوارى مع خروج الفريق من كل المسابقات، ومع تفاقم الأزمة المالية التي منعته من التعاقد مع لاعبين أجانب جدد في الفترة الشتوية. ويُحاكي البلوي نظيره القريني في أنين عزوف الداعمين، وعزاؤهما في ذلك أنه، حتى الهلال، حرمته الديون المتراكمة من إجراء أي تعاقد في الفترة الشتوية.
والحق يُقال، إنّ الأوكسجين الذي تتنفس به الأندية السعودية أصبح بحاجة إلى أوكسجين، وهذا غير موجود سوى بمشروع التخصيص الموعود.