|


سعيد غبريس
زعيم آسيا وفارسها
2016-05-06

الفرق السعودية كانت في دوري أبطال آسيا الأكثر عدداً بين الفرق العربية (4 من 9) أي أنها الوحيدة التي نالت شرف التمثيل الكامل، ولكنها كانت الأقل نتاجاً (تأهل واحد من أربعة) في مقابل تأهل الفريقين القطريين، بما نسبته مئة بالمئة، وتأهل فريقين من الفرق الإماراتية الثلاثة.
الهلال الفارس السعودي الوحيد الباقي في ميدان التنافس كعادته في النسخ الـ8 الأخيرة، انتزع تأهله بيده، فيما صحا قطبا جدة في الوقت بدل الضائع، وحقّق كل منهما الفوز في المباراتين الأخيرتين. ولكن تأهل كل منهما كان مرهوناً بنتائج الفرق الأخرى، فخذلهما الفريقان الإماراتيان النصر والعين اللذان كان كل منهما مثل الهلال، لا ينتظر هدايا من أحد..
ولقد أثبت الهلال أنه فارس آسيوي بكل معنى الكلمة، فعدا تأهله للدور الثاني للمرة الثامنة على التوالي، وبقائه ممثلاً وحيداً للكرة السعودية، كان أفضل الفرق العربية من حيث النقاط الأعلى (11) والهجوم الأقوى (10).
الاتحاد كان أفضل الفرق السعودية الخارجة من الدور الأول، إذ جمع النقاط ذاتها مع النصر الإماراتي (9) وخرج بالمواجهات المباشرة مع الفريق الإماراتي، في حين تأخر الأهلي بفارق نقطة والنصر بفارق أربع نقاط. واحتلت هذه الفرق الثلاثة المركز الثالث في مجموعاتها، وفي حين كان تأهل الهلال من المركز الثاني، جاء تأهل الجيش القطري من المركز الأول. ويسجّل هنا للكرة القطرية أنها تأهلت بالعلامة الكاملة (اثنان من اثنين) ولم تشاركها في ذلك سوى الكرة الأسترالية.
والحق يُقال، إنَ الهلال تفوّق على ظروفه الصعبة هذا الموسم على الصعيد المحلي، فهو خسر كأس الملك وبقي بلا لقب في الدوري للموسم الخامس على التوالي. ولا يغيب عن البال المشاكل المالية الصعبة والتي كان للموقف المتعدّد التفسيرات لرئيس النادي الأمير نواف بن سعد، التأثير في تحريك بركة السيولة الراكدة، لاسيما أنّ التصريح المتعدّد الأهداف جاء بعد الخسارة القاسية من الأهلي في نصف نهائي كأس الملك والتي أعقبت الخسارة أمام الفريق ذاته في الدوري وبالثلاثة أيضاً، وعشية ذهاب الفريق إلى مسقط لملاقاة تراكتور الإيراني في الجولة الآسيوية الأخيرة.
أضف إلى ذلك الجدل الذي لم يتوقف حيال المدرب اليوناني دونيس على وقع الخسائر المتتالية، وإقصاء العنصر الأخطر في الهجوم ناصر الشمراني وعلاقة المدرب "المغضوب عليه" في ذلك.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار هذا الكم من المشاكل، لوجب علينا تقدير ما حصده الهلال آسيوياً، ولوجب علينا أيضاً الاعتراف بأنّ الهلال حقاً زعيم آسيا، بل هو فارسها أيضاً.
ويكفي أنه حفظ ماء الوجه للكرة السعودية وحافظ على بقائها في البطولة الآسيوية.