|


سعيد غبريس
دوري منهك لا يُنتج منتخباً مرتاحاً
2016-03-25

هل هذه هي الفرصة المتاحة للكرة السعودية للعودة إلى كأس العالم بعد غياب امتد من العام 2006، وإلى كأس أمم آسيا التي يغيب اللقب عن "الأخضر" منذ 1996؟
المتفائلون ينطلقون في حساباتهم من تصدّر منتخب المملكة مجموعته في التصفيات المزدوجة لمونديال 2018 وأمم آسيا 2019 ولا شيء غير ذلك. أمّا المتشائمون فينطلقون من أمور كثيرة لا تسير على خير ما يرام، فالمدرب الهولندي مارفيك اختار لاعبيه من الأندية الخمسة الكبيرة، في وقت تعاني فيه هذه الأندية من ضغط المباريات وإرهاق اللاعبين مما يُنتج عن ذلك الإصابات في صفوفهم، ففي هذا الشهر الحاسم (أبريل) تلعب الأندية الأربعة المشاركة في دوري أبطال آسيا سبعاً أو ثماني مباريات في خلال 26 يوماً، فهي إلى جانب المباريات الآسيوية تلعب في ربع نهائي كأس الملك وباقي مباريات الدوري. وكما جاء في إحصائية، أنّه من المحتمل أن يلعب الهلال هذا الموسم 48 مباراة والاتحاد 44 والأهلي 43 . أمّا النصر فيلعب خمس مباريات في نصف شهر.
أضف إلى ذلك، أنّ الأندية بمعظمها تقع تحت عجز مالي باستثناء الأهلي الذي دفع المتأخرات من مستحقات اللاعبين المالية..
وفي الموضوع السلبي، أيضاً عدم انضباط عدد من اللاعبين بالتمارين والمعسكرات، وآخرهم نايف هزازي وسالم الدوسري ووليد باخشوين، وقبلهم فهد المولد وشايع شراحيلي وعبد الفتاح عسيري، أضف إلى ذلك غياب ثلاثة لاعبين بسبب الإصابة وكان آخرهم مصطفى بصاص..
ويثير الإعلام السعودي قضية عدم التفرّغ الكامل للمدرب الهولندي، إذ أنّ العقد يسمح له بالغياب إلا في المباريات والتمارين والمعسكرات، لارتباطه بالتحليل لإحدى المحطات الهولندية وبواسطة الهاتف وعلى الهواء مباشرة، عدا عن قضائه أياماً عدة في بلاده. وقد اغتنمت وسائل الإعلام عدم ضمّه اللاعب عبد المجيد الرويلي، لتزيد نقمة الشارع عليه، خصوصاً أنّ الرويلي هو أفضل هداف سعودي في الدوري، فيما أفضل هداف في المنتخب تاريخياً محمد السهلاوي لم يسجّل سوى خمسة أهداف في الدوري، وهزازي هدفين وكذلك هي حال المهاجم الثالث فهد المولد الذي يضيّع الأهداف بالجملة والمفرّق.. وهو على باب المرمى.
وأمّا اتحاد الكرة القيّم على المنتخب، فلم يهنأ يوماً منذ انتخابه، فـ " اتحاد عيد" ما إن ينجو من قنبلة حتى يتحسّب لقنبلة أخرى موقوتة، والأكثر إيلاماً أنّ "الحرب" على الاتحاد تبدأ من داخله مع مواكبة إعلامية بالطبع.
هذه السلبيات العديدة التي تواكب خوض المنتخب معركتي المونديال وآسيا، أوجدت تأثيراً سلبياً لدى الجماهير التي لم تُقبل على شراء تذاكر المباراة أمام ماليزيا كما هو معهود، مما دفع بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد لأن يُطلق "هاشتاقاً" لمؤازرة المنتخب جماهيرياً، علاوة على حملة مكثفة من كل وسائل الإعلام..
والحق يُقال إنّ الدوري المنهك لا ينتج منتخباً مرتاحاً، وأنّ الجمهور لا يندفع لمؤازة لاعبين غير جديين، بل ومتخاذلين كما رأينا في إحدى المباريات.