|


سعيد غبريس
ضارات "العميد" النافعات
2016-02-12
رب ضارة نافعة… هذه هي الحكمة التي سيّرت أمور عميد الأندية السعودية هذا الموسم، فعدم توفر السيولة أجبره على الاحتفاظ بلاعبيه الأجانب، خاصة الغاني مونتاري والروماني سان مارتن، اللذين كان ينوي تبديلهما خلال فترة الانتقالات الشتوية، لعدم تقديمهما ما كان مأمولاً منهما على أساس أن الغاني لعب لقطبي مدينة ميلانو الإيطالية، فيما الروماني كان نجم ستيوا بوخارست… ولكن ما لبث هذان «الضارتان» أن شكلا مع الفنزويلي ريفاس، المُرضى عنه من الأساس، العمود الفقري لـ"انتفاضة" الاتحاد التي انتشلته من المراكز المتأخرة خارج المربع في الدوري، إلى التقدم نحو المركز الثاني على بُعد نقطتين من جاره اللدود الأهلي.
والمدرب الروماني الذي كان "ضارة" خلال الفترة من منتصف الموسم الماضي حتى نهايته، بات "نافعة" منذ أن بدأ النادي في منتصف هذا الموسم. وقد شكل هذا الرباعي الأجنبي جسراً لعودة الاتحاد إلى المحفل الآسيوي بعد تخطي الوحدات الأردني في الملحق، وانضمامه إلى المجموعة الأولى من دوري أبطال آسيا إلى جانب النصر الإماراتي ولوكوموتيف الأوزبكي وفولاذ الإيراني.
و"العميد" الذي ما زال الأفضل سعودياً وعربياً وآسيوياً في هذه المسابقة بنسختها الجديدة بفوزه باللقب مرتين وحلوله وصيفاً مرة وتمثيله السعودية وآسيا مرتين في بطولة العالم للأندية، أثرى بتأهله إلى دور المجموعات، البطولة الآسيوية، وخصوصاً لناحية الحضور الجماهيري، فهو صاحب الرقم القياسي في المدرجات السعودية منذ اعتماد ملعب مدينة الملك عبد الله في جدة (الجوهرة)، وقد ناهز عدد حضور مباراته الأخيرة مع الوحدات الأردني الستين ألف متفرج، والمدخول الثلاثة ملايين ريال…
والحق يقال إن تأهل العميد الذي أعاد التمثيل السعودي إلى المقاعد الأربعة، يشكل دعماً قوياً للأندية السعودية الأخرى المتأهلة أصلاً إلى دور المجموعات (الهلال والنصر والأهلي).
والحق يقال، إن خيار بيتوركا الإبقاء على الأجانب، شكّل عامل استقرار فني، وبالتالي حان دون تفاقم الأزمة المالية التي يتخبط بها النادي مثله مثل باقي الأندية السعودية، كما أن اقتراب الاتحاد من المنافسة على اللقب ولو بأمل ضئيل أضفى إثارة أكثر على دوري جميل، خصوصاً أن فرق المقدمة متقاربة في النقاط علاوة على بروز التعاون كمنافس جديد من غير الفرق التقليدية اخترق المربع بثبات وعناد، وهذا بخلاف ما يحصل في دوري نجوم قطر حيث ابتعد الريان الصاعد حديثاً بفارق 13 نقطة عن أقرب منافسيه على الصدارة.
ومما لا شك فيه أن الاتحاد استعاد عافيته في القسم الثاني من دوري جميل، فهو وإن خسر في نصف نهائي كأس ولي العهد أمام غريمه التقليدي الأهلي بهدف، إلاّ أنه كان الأفضل بدليل أن الجمهور العريض صفق مطولاً للمدرب واللاعبين بعد انتهاء المباراة، وها هو يكمل في كأس الملك للأبطال حيث هزم الرياض برباعية.
ومما لا شك فيه أيضاً، أن «النمور» كشّرت عن أنيابها وبرزت كقوة ضاربة باحتلال المركز الثاني في الأهداف (10 أهداف في مباراتي الهلال والرائد) وبوجود "البلدوزر البشري" فهد المولد الذي تسبب في 4 ركلات جزاء من 6 للاتحاد.

رئيس تحرير مجلة «الحدث الرياضي»