|


سعيد غبريس
الأهلي بين التفاؤل والتشاؤم
2016-01-01
أهلي جدة الذي تطلق عليه تسمية "الراقي" في الفترة الأخيرة تيمناً بما وصفه الأمير سلطان بن فهد، والأهلي الذي عُرف في تاريخه العريق بـ"قلعة الكؤوس"، يبدو أنه اقترب هذا الموسم من فك عقدة لقب الدوري الهارب منه منذ سنوات عديدة، فبعدما نافس في الموسم الماضي وحلّ وصيفاً للنصر، أنهى القسم الأول من هذا الموسم في صدارة دوري جميل منتزعاً لقب بطل الشتاء من الهلال الذي تساوى معه نقاطاً، ويتأخر عنه ترتيباً بفعل المواجهات المباشرة بينهما.
وحسب الإحصاءات، فإن "المجانين" يتفاءلون بهذه الصدارة على قاعدة أنّ بطل الشتاء هو بطل الدوري، كما حصل في السنوات السبع الماضية مع كلٍ من الاتحاد والشباب، مرة لكل منهما، ومع الهلال والنصر مرتين لكل منهما.
أمّا وجه التشاؤم فيظهر في المعادلة التي يمثل فيها "الراقي" النادي الثالث عالمياً الذي لا يفوز بالدوري رغم أنه لا يخسر أي مباراة طوال الموسم، وهذا ما حصل معه في الموسم الماضي، وهذا ما يخشى أن يتكرر هذا الموسم بالرغم من مواصلة النادي سلسلة عدم الخسارة وصولاً إلى الرقم47 (31 فوزاً و16 تعادلاً) وبالرغم من أنه حقّق الرقم الأعلى في الفوز المتتالي خمس مباريات هذا الموسم.
الأهلي هزم ثلاثة من الكبار: النصر والهلال والاتحاد، وتعادل مع الشباب في دوري جميل، وتخطى في كأس ولي العهد هجر برباعية ومن ثمّ الاتفاق بهدف يتيم، ليلاقي الاتحاد المتأهل لنصف النهائي بالفوز على الخليج.
هذا الفريق الذي عانى في الموسم الماضي من إيجاد البديل بسبب كثرة الإصابات في صفوف اللاعبين، يقدّم هذا الموسم البديل المماثل للأساسي. كما هي الحال مع السوري عمر السومة هداف الموسم الماضي ومسجّل "الهاتريك" مرتين هذا الموسم (أمام النصر والرائد) بعد "الهاتريك" مرتين أيضاً في الموسم الماضي (النصر وهجر) أمّا البديل مهند عسيري فقد تلقف الفرصة وسجّل أربعة أهداف في أربع مباريات.
والأهلي مثله مثل باقي الأندية السعودية يعاني الأزمات المالية ولكن دون ضوضاء، وبالكاد سمعنا بمطالبة نادي الزمالك بمستحقات اللاعب محمد عبدالشافي، فيما أغلق ملف تجديد عقود أسامة هوساوي ووليد باخشوين وعقيل بلغيث.
والحق يُقال إنّ النادي الأهلي الذي وصل لنهائي كأس أبطال آسيا العام 2012 وخسر أمام أولسان الكوري الجنوبي، سائر هذا العام نحو التفوّق والتميّز برغم خروجه من دوري أبطال آسيا، فهو ما يزال يعزز رقمه القياسي بخوض المباريات المتتالية بدون خسارة، وهذا بحد ذاته بطولة، وهو تصدّر الدوري في القسم الأول ووصل لنصف نهائي كأس ولي العهد في مواجهة جاره الاتحاد الذي ما زال يسير نحو المقدمة للمنافسة على لقب الدوري.
ملعب الملك عبدالله في جدة أكمل مواصفات "الديربي" المميّز باستيعاب جمهور الفريقين بمدرجاته التي تتسع لستين ألف متفرج فما فوق، فتشع "الجوهرة" في زفاف عروس البحر الأحمر، ويبقى على "المجانين" الذين تترجح كفة فريقهم في أرض الملعب، أن يجاروا "النمور" في المدرجات التي هم أسيادها منذ افتتاح الملعب.


* رئيس تحرير مجلة "الحدث الرياضي"