على الرغم من تصدّر خمسة منتخبات عربية لخمس من المجموعات الثماني في التصفيات المزدوجة لمونديال روسيا 2018 ولأمم آسيا في الإمارات 2019، فإنّ الوضع غير مطمئن لمعظم منتخباتنا العربية، خصوصاً في الطريق إلى المونديال، التي هي بالطبع أكثر صعوبة ومشقة من الطريق إلى البطولة الآسيوية.
فمن بين المنتخبات، السعودية وقطر والأردن وعُمان وسوريا، المتصدرة لمجموعاتها حتى الجولة السادسة، يبدو المنتخبان الأولان الأكثر أماناً، كون كل منهما يتقدّم على صاحب المركز الثاني بخمس نقاط، وحققا العلامة الكاملة (السعودية على الإمارات وقطر على هونج كونج)، فيما تبدو المنتخبات الثلاثة الأخرى مهدّدة من الفرق المطاردة، فالعُماني يتقدّم الإيراني في ثلاث نقاط (11ـ8) ولكن مع مباراة متبقية للأخير، وكذلك هي الحال بالنسبة للأردني مع الأسترالي، وإن كان فارق المباراة المتأخرة لن يوصل الأسترالي إلى النقطة 13، بل إلى النقطة 12 في الحد الأقصى، أي في حالة الفوز، في حين أنّ المباراة المتأخرة للفريق الياباني ستعطيه الصدارة، في حالة الفوز، بدلاً من الفريق السوري صاحب النقاط الـ 12 مقابل 10 للساموراي.
أمّا المجموعات الثلاث التي ذهبت صدارتها لغير الفرق العربية، فلا أمل كبير في "الاستيلاء" عليها من قبل فرقنا، فالكويتي يتأخر عن الكوري الجنوبي بنقطتين مع مباراة متبقية للشمشون، والعراقي وحتى لو فاز بمباراته المتبقية فلن يصل إلى التايلاندي (10ـ5).
أمّا البحريني فهو متأخر عن المتصدّر الكوري الشمالي بـ7 نقاط وعن صاحب المركز الثاني الأوزبكي بـ3. وأمّا الفرق العربية الأخرى، فانسحبت من السباق أو كادت (لبنان وفلسطين والإمارات) فيما خرج اليمن صفر اليدين.
النتائج حتى الآن تصنّف السعودي والقطري في المرتبة الأولى، فهما الوحيدان جمعا العلامة الكاملة بخمسة انتصارات من خمسة وهما صاحبا الهجوم الأقوى (24 هدفاً لقطر و14 للسعودية)، وإن كان الحافز القطري التأهل للمرة الأولى إلى المونديال من خلال التصفيات، قبل أن يخوض كأس العالم في 2022 كونه البلد المنظم، فإنّ الحافز السعودي العودة إلى المونديال بعد إقصاءين متتاليين وبعد غياب طويل أيضاً عن منصة التتويج الآسيوية.
ويبدو "الأخضر" في حال جيدة لتكملة المشوار الشاق إلى المونديال، فمدرّبه الهولندي مارفيك "مدرب مونديالي" قاد بلاده لنهائي 2010، وإن لم يصادفه النجاح في السنوات الأخيرة. ويضم المنتخب السعودي عناصر فعاّلة شابة بلا مخضرمين، ومع قوّة ضاربة بقيادة محمد السهلاوي الذي بات هدّاف العالم (13 هدفاً في 7 مباريات) وهدّاف التصفيات الحاليّة (8 أهداف) وأول لاعب سعودي يسجل في 7 مباريات متتالية، مما يدخله قائمة أفضل لاعبي آسيا للعام 2015 مع اختياره أفضل لاعب في 4 مباريات في التصفيات.
ولا ننسى "الزلزال" ناصر الشمراني أخطر الهدافين العرب في السنوات الأخيرة، على أمل أن يهدأ ويهتدي ويبتعد عن الهاوية التي أسقطت الكثير من النجوم قبل الأوان، ولا ننسى أيضاً نايف هزازي الذي عليه أن يتذكر قصة طائر الفينيق.