|


سعيد غبريس
هل يهبط الفهد بالبراشوت؟
2015-10-09
كانت الأمور "ماشية" مع بلاتيني كمرشح محتمل وبنسبة كبيرة جداً لخلافة بلاتر، بعد أربعين سنة أمضاها هذا السويسري المحنّك والمخضرم كإمبراطور لا ينازعه أحد في أمور الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي بلغت عائداته أكثر من 5 مليارات دولار خلال فترة 3 إلى 4 سنوات بين 2011 و2014، مما جعله قبلة أنظار الفاسدين.
ولكن هذا الفرنسي نجم الملاعب سابقاً وصاحب الكرة الذهبية ثلاث مرات ورئيس الاتحاد الأوروبي حالياً، طالته حملة الحرب على الفساد ولو كانت "فعلته" تعود إلى العام 2011، ولو أنّه تسلّم مبلغ مليوني فرنك سويسري بمفعول رجعي، ذلك أنه قبض بدل أتعاب "أعمال استشارية" تعود إلى الفترة ما بين عامي 1999 و2002. وهذا ما جعل صحيفة ليكيب الفرنسية تضع بلاتيني في دائرة الخطر.
الذي ساقوا هذه التهمة لبلاتيني أصابوا بحجر واحد عصفورين، فأمر الدفع لرئيس "الويفا" صدر عن رئيس "فيفا" لذا اتُهِم الأخير بـ "الإدارة المخادعة وسوء الائتمان" فيما وُضع الأول في موقف بين شاهد ومتهم، ومن هنا كان الخبر الصاعق لكليهما أمس حين أوقفتهما لجنة الأخلاق في "فيفا" إضافة إلى الأمين العام المُقال فالكه مدة 90 يوماً بشكل مؤقت.
ثمّ كانت الضربة القاضية لبلاتر بإزاحته نهائياً وتعيين نائبه الأول الكاميروني عيسى حياتو الذي يتبوأ هذا المنصب منذ العام 1992، إضافة إلى منصب رئيس الاتحاد الأفريقي منذ 1988، وكون "فيفا" مرتعاً للفساد فإنّ الكاميروني المريض من أصحاب السوابق، ولحسن الحظ، أنه يأتي لفترة انتقالية تنتهي بانتخاب الرئيس الجديد.
وهكذا انقلبت الأوضاع رأساً على عقب بانتهاء "أسطورة" بلاتر ونهاية حلم بلاتيني قبل أن يبدأ، واحتراق ورقة تشونج بالكامل، فلا يبقى ممن ترشّحوا رسمياً سوى الأمير علي بن الحسين الذي كان مدعوماً من بلاتيني وخسر في الانتخابات الأخيرة أمام بلاتر وانسحب من الدورة الثانية. ولكن باب الترشيحات لم يقفل بعد وما زال هناك الوقت الكافي لبروز مرشّح بشكل مفاجئ يرتب أوراقه بهدوء ثمّ يهبط بالبراشوت، على طريقة انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية التي طال مخاضها العسير هذه المرة..
وقد يأتي مرشّح "من الخارج" كما اقترح اللاعب الدولي الألماني باكنباور اسم الجنوب أفريقي سيكسويل رفيق الرئيس الراحل مانديلا في النضال السياسي ويتمتع بخبرة كروية ويعمل في "فيفا" حالياً رئيساً للجنة المكلفة بتحسين العلاقات الكروية بين الكيان الصهيوني وفلسطين.
وفي هذه العجالة يجب ألاّ يغيب عن بالنا الرجل القوي والمؤثر في الحركة الرياضية العالمية أحمد الفهد الصباح، الذي يعمل بصمت وبتبصّر وصبر، وهو نأى بنفسه عن الخوض في غمار هذه المعمعة، قائلاً: إنّ الأولوية لترتيب البيت من الداخل قبل الانتخابات..
والحق يُقال، إنّ الفهد تولى مناصب حكومية حساسة في الكويت، ومناصب رفيعة رياضية ابتداءً من العام 1992 كعضو في اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي بالتزكية حتى 2019 ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية، ورئيس لجنة التضامن الأولمبي ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة اليد. وقد وضع قدماً في "فيفا" هذا العام بانتخابه بالتزكية عضواً في اللجنة التنفيذية، علاوة على تعيينه مؤخراً عضواً في لجنة الإصلاحات في "فيفا". أمّا عن صفاته الشخصية فهو متواضع وخجول وحاد الذكاء ويتمتع بكاريزما تساعده في استقطاب الجماهير.
وفي الفترة الأخيرة نظرت إليه الأوساط الكروية العالمية باعتباره الرئيس المحتمل للفيفا في المستقبل، ولكّنه لم يدخل سباق المنافسة لخلافة بلاتر، ربما لأنه يرى أنّ من الأنسب الانتظار إلى ما بعد السويسري، وحين استقال الأخير وتوجهت الأنظار نحو بلاتيني، لم يختلف الأمر عند الكويتي سليل عائلة الصباح الحاكمة. فما يضير الانتظار إلى ما بعد الفرنسي؟ والآن وبعدما احترقت ورقة الأخير يُطرح السؤال: هل يهبط أحمد فهد الأحمد الصباح بالبراشوت إلى قمة (فيفا).