|


سعيد غبريس
بطلان للموسم
2015-06-12

لم يكن النصر بمثل ما كان عليه في الموسم الماضي، لكنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق إنجاز جديد، إذ بالإضافة إلى احتفاظه بلقب دوري جميل، حلّ وصيفاً في بطولتين أُخريين، إحداهما، كأس السوبر، ليست بالبطولة المهمة وذهبت لفريق الشباب، والثانية، كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، تُعتبر البطولة الأهم بعد الدوري بالطبع، وذهبت لغريمه التقليدي الهلال، الذي أوجد بهذا اللقب، التوازن في نتائج الموسم مع النصر، إذ حقق بدوره لقباً، وحلّ وصيفاً لبطولتين (الدوري وكأس ولي العهد). ولكن يمكن القول إنّ كفة الهلال رجحت بمواصلته مشوار دوري أبطال آسيا وبقائه وحيداً بين الرباعي السعودي في دور الثمانية، فيما خرج النصر من دور الـ16.
والحق يُقال، والحالة هذه، أنه كان للموسم بطلان، النصر والهلال، وأن توزع الألقاب الأربعة بين أربعة فرق يؤكّد قوّة الدوري السعودي وتميزه باتساع دائرة المنافسة، علاوةً على تزايد القاعدة الجماهيرية، وهذا ما يعزز مكانته كأقوى دوري عربي.
وإذا كان من المتعارف عليه أنّ لقب البطل يجب أن يُطلق على الفريق الفائز بالدوري لأنه أكبر المنافسات وأقواها وأكثرها مشقة، فإن الهلال كان بطلاً أيضاً في التغلب على ظروفه وعاد إلى منصّة التتويج بعد سنتين من العجاف، فهو عانى من عدم الاستقرار الفني والإداري، بتعاقب سلسلة مدربين على الفريق آخرهم دونيس، وباستقالة الرئيس عبد الرحمن بن مساعد الذي صرف على النادي أكثر من 300 مليون ريال، فيما يواجه الرئيس المنتخب الأمير نواف بن سعد مع أعضاء الشرف، المهمة الصعبة بتأمين مبلغ 120 مليون ريال.
ولا يخفى أن التعاقدات أرهقت الخزينة مما انعكس على التأخر في صرف رواتب اللاعبين الذين عبّروا عن استيائهم في وقت يخوضون فيه الاستحقاق الآسيوي، ومع ذلك أثبتوا أنهم يسيرون على خطى الموسم الماضي التي أوصلتهم إلى النهائي الآسيوي.
ويؤكد الهلال مقولة اشتهر بها النصر وهي: النصر بمن حضر، فالزعيم أكمل الموسم برئيس مؤقت (محمد الحميداني) ولم ينتكس في الملعب حين وجد نفسه بدون هدافه الكبير ناصر الشمراني، فأخرج من القبعة المهاجم المنسي يوسف السالم الذي ملأ الفراغ وكأنه اكتشاف جديد، كما أن الفريق لم يعرج حتى حين غاب تأثير نيفيز مراراً وحين أبعدت الإصابات اليوناني ساماراس، وحين غيبت الإصابات أيضاً المهاجم الخطير ياسر القحطاني، وحين أثبت محمد الشلهوب أنه مثل طائر الفينيق.. يحضر في الأوقات الحرجة، مثله مثل نائب الرئيس السابق الأمير نواف بن سعد الذي عاد بعد غياب سنتين ليتسلم الرئاسة في أصعب الظروف، وحيال أصعب مهمة: إعادة اللقب الآسيوي إلى السعودية.