|


سعيد غبريس
العجائب في عقود الأجانب
2015-04-03

تتلقى لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم عشرات الشكاوى كل عام (قاربت هذا الموسم على الـ100) ضد أندية لتسديد مبالغ لعقود لاعبين، ما يدل على أنّ الأندية تبرم تعاقدات بالملايين ولا تستطيع الإيفاء بها، ولا تستفيق إلا عندما تقترب فترة الانتقالات ويخرج عبدالله البرقان كالمسحراتي ليصّحي الأندية من السبات ويصيح: "يا نايمين على الديون سددوا وإلا لا تعاقدات جديدة ولا من يحزنون".

هول عبدالله البرقان من الـ100 شكوى، يقابله ذهول عبدالله بن مساعد من ديون الـ100 مليون المترتبة على الأندية، والتي إن استطاع الرئيس العام لرعاية الشباب أن يجد لها حلاً آنياً، فإنه، وبكل ما أوتي من خبرة في الاستثمار، سيتعب كثيراً في القضاء على ظاهرة

"العجائب في عقود الأجانب".

فخلال الأعوام الستة الأخيرة، وحسب إحصاءات، صرفت الأندية السعودية مليارين و400 مليون ريال على اللاعبين الأجانب.. وحسب ما نقرأه عن " التعاقدات المضروبة" التي تعد بالعشرات كل موسم، نجد أن معظم المبالغ المدفوعة تذهب هدراً، لأن نسبة كبيرة من اللاعبين الأجانب يُستغنى عنهم بسرعة بالذريعة المألوفة: " لم يقدموا ما كان متوقعاً منهم".. أو "أن أداءهم لم يقنع المدربين الجدد.." والأنكى أنه حتى معظم اللاعبين الأجانب الذين تتعاقد معهم الأندية بناءً على "قناعات" المدربين الأجانب واختياراتهم، تنطبق عليهم الأسباب ذاتها الموجبة للاستغناء السريع عن خدماتهم.. فيعودون إلى بلادهم مع الشكر الجزيل إذا تمت المخالصة على المبالغ المتبقية، أو مع الاحتفاظ بحق المطالبة بمستحقاتهم لدى "فيفا" في حال لم يتم فسخ العقد برضا الطرفين، وآخر مثل لهذه السلسلة قضية الشربيني مع نادي الاتحاد..

والحق يُقال، إن غشاوة تجعل الرؤية مشوشة لدى الأندية حيال تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب، فمن المؤسف أن يتم اكتشاف عدم مواءمة هذا اللاعب أو ذاك وبسرعة فائقة، فيُتخذ القرار بالتصفية، ولكن سرعان ما يتغيّر الموقف 180 درجة، فينقلب الإصرار على التخلي عن اللاعب إلى مطالبة بإبقائه لتألقه المفاجئ والمتأخر، وهذا ما حصل مع البرازيلي ماركينهو والاتحاد، الذي سعى لتسويقه في قطر، ولكنه لم يلبث أن أصبح منقذ "العميد" بتسجيله 8 أهداف في الدوري بينها " هاتريك" و"دوبليه"، والمثل الآخر من الهلال مع نيفيز الذي هبط مستواه ثم عاد للتألق وسجّل 5 أهداف وبات يصنع هدفاً كل مباراة، وكذلك مع الكوري الجنوبي كواك الذي أحرج الهلال وأجبره على التراجع عن الاستغناء عنه بعد تألقه مع منتخب بلاده في البطولة الآسيوية.

الأمثلة عن تذبذب مستويات اللاعبين الأجانب كثيرة وفي كل نادٍ، والمثال للاعب الناجح المفيد وغير المكلف مادياً، موجود في أكثر من نادٍ والأبرز حالياً السوريان عمر السومة لاعب الأهلي وهداف الدوري، وجهاد الحسين لاعب التعاون وأفضل صانع ألعاب حتى الجولة 20.