نتيجة واحدة يتوصل إليها المتابع لما تنشره الصحف السعودية عن تخلي الأندية عن لاعبيها الذين تعاقدت معهم في الصيف، وهي أنّ عملية التعاقدات لا تمت إلى الاحتراف بصلة.. فهل يُعقل أن تعلن الأندية الكبيرة عن تغيير اللاعبين الأجانب الأربعة كلهم؟ وهل هناك سبب لسقوط الأوراق سقوطاً جماعياً، سوى أنّ الاختيار عشوائي أو خداعي أو " خزعبلاتي".
ـ أمور محيّرة مبهمة غير مفهومة.. فالأندية "طفرانة" ولجنة الاحتراف في اتحاد الكرة تنشر بالأسماء والأرقام الشكاوى على الأندية، خاصة الكبيرة. من لاعبين ووكلاء لاعبين لم يحصلوا على مستحقاتهم المالية، ومع ذلك فالبعض يفتش عن لاعب عالمي باسمه وسمعته وسعره بالطبع حتى لو كان ينافسه نادٍ إنجليزي على ذاك اللاعب، وفي الوقت ذاته يفتش نادينا عن مصدر سلفة لسداد مستحقات حدّدتها لجنة الاحتراف.
ونادٍ آخر لم يتوصل حتى الآن إلى إتمام عقود إعلانية موعودة، ويعتمد في الوقت الحالي على مدخول الجمهور الذي وفرته مدرجات ملعب الملك عبدالله الفسيحة، ويوكل مدرّبه
الذي لم يحقّق له حتى الآن أي فوز، بالتعاقد مع لاعبين جدد بدلاء للحاليين ظهر أنهم كلهم
"مضربون" أي بالجملة لا بالمفرق.. وهذا ينسحب على لاعبي الأندية الأجانب كلهم باستثناء محترف الأهلي السوري عمر السومة الذي يتصدّر هدافي الدوري.
ـ ونادٍ يصف " الكبير" بالصغير ثمّ يقول إنّ الكبير كبير بمجرد أنه تألق في مباراة وسجّل، وفي النهاية لا بد من تغييره، والأنكى أنّ البديل المقترح هو لاعب أنهى نادٍ شقيق إعارته وأعاده إلى ناديه الكويتي متنازلاً عن الفترة المتبقية، علماً أنّ هذا اللاعب كان الأفضل في القارة كلها العام الماضي وقاد فريقه الكويتي إلى كأس الاتحاد الآسيوي، تبرير النادي السعودي المتخلي عن هذا اللاعب بأنّ عائلته لم تتأقلم مع نمط الحياة في السعودية مما أثّر على عطائه، فلا نعلم كيف أنّ النادي السعودي الآخر الطامح إلى إعادته سيجد سبل العيش الملائم لهذه العائلة؟.
ـ ونادٍ يتخلى عن برازيلي لأنّ المدرّب أكّد عدم قدرته على مجاراة باقي اللاعبين
(بطاقته قيمتها 10 ملايين دولار ولم يسجل إلا هدفاً في 9 مباريات) وفي هذا الوقت تفيد أنباء من البرازيل أنّ هذا اللاعب سينضم إلى مواطنه رونالدينيو المنتقل حديثاً إلى نادٍ مكسيكي، والمفارقة هنا أنّ هذا اللاعب سجّل الموسم الماضي مع نادي فلامينجو 36 هدفاً.
ـ نادٍ يخسر جهود مهاجمَيه البارزيّن الاثنين: ويفتش عن بديل " بأي ثمن" حتى ولو بلغ 100 مليون طالما أنّ أعضاء الشرف تعهدوا بميزانية شبه مفتوحة للتعاقد مع رأس حربة من أوروبا، في الوقت الذي يواصل رئيس النادي مساعيه لتأمين مبلغ كبير وتسديد الديون، ومع أنّ "نزاعات" جرت بين النادي والمدرب حول "صلاحية" هذا اللاعب أو ذاك، فإنّ القرار النهائي قضى بالاستغناء عن الأجانب الأربعة.
ـ والحق يقال، إنّ الأندية السعودية، خاصة تلك التي تنتظرها الاستحقاقات الآسيوية، ليس لها نهج ثابت ولا دخل ثابت ولا رؤية بعيدة مثلها مثل كل الأندية العربية، ولعل هذا الوضع هو الذي يؤخر كرتنا العربية آسيوياً سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات.. وأستراليا ستكون برهاناً جديداً.