هل تستمر الكرة السعودية في إقصاء المدربين مع كل دورة خليجية كما هي الحال في السنوات الأخيرة والسنوات التي سبقتها؟
سؤال يتردد أخيراً بعدما قويت حجة المطالبين برأس المدرب الأسباني لوبيز سواء من الشارع الرياضي أو من الإعلام أو من الأندية، فخسارة كأس الخليج على أرض المملكة، وإن كانت خسارة المباراة الرسمية هي الأولى بإشراف الأسباني إلا أنها تطمس كل تلك الانتصارات أو مسلسل المباريات الرسمية بلا خسارة.
كنت من القلائل الذين طالبوا بمهادنة لوبيز طالما أن المنتخب يحقق الأفضل في كأس الخليج على صعيد النتائج (الأعلى نقاطاً والأكثر أهدافاً إلى ما قبل المباراة النهائية)، والآن وقد استمر الغياب عن المنصات، وأصبحنا على مشارف بطولة أمم آسيا في أستراليا، فإن المأزق يتمدد ويتشعب ولا شك أن اتحاد الكرة هو الأكثر شعوراً بأن حبل الاختناق يلف عنقه، ولاسيما أنه دعم بقوة المدرب الذي خذله الحظ في الأمتار الأخيرة، فكيف يمكن الاستمرار مع من خذل الجمهور، وكيف يمكن التصرف في وقت قصير؟ علماً أن حلول المدرب المواطن المؤقت لم تعد تشكل الصدمة الإيجابية، بل إن كل الأوراق الموجودة حالياً على الساحة قد أحرقت أقله على الصعيد المحلي.
ويبدو أن المدرب الأسباني ليس وحده في وجه العاصفة، فالإعلام والشارع الرياضي وحتى شريحة كبيرة من الأندية، كل هذه الفئات اعتبرت أن أمر لوبيز انتهى وبدأت تصوب نحو اتحاد الكرة وما الصوت المرتفع لبعض رؤساء الأندية الكبيرة المطالب بتغيير الاتحاد، إلا البداية الساخنة ولربما كانت بمثابة كلمة السر للإطاحة باتحاد الكرة، أو بالتأثير عليه في المرحلة الحالية للتخلي عن تمسكه بلوبيز.
والحق يقال، إن مأزق الكرة السعودية هو أكبر بكثير من تقديم كبش الفداء الاعتيادي، فهذه المرة لن يكون الحل حتى بكبش من وزن اتحاد الكرة.. فالكرة السعودية لم يعد ينقذها ويخرجها من المأزق سوى الحلول الجذرية، فحتى الفوز بكأس آسيا لو حصل لن يكون سوى جرعة منشطة لعمل تصحيحي شاق.
لقد جاءت خسارة منتخب المملكة كأس الخليج وخسارة الهلال كأس آسيا، وكلتاهما حصلتا في ملعب الملك فهد وأمام جمهور تجاوز الستين ألف متفرج في كل مرة، وعلى مرأى من الرئيس العام الجديد لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد الذي نقل أكثر من مرة حرص خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بقطاع الرياضة والشباب.. جاء هذان الحدثان الدراماتيكيان ليجعلا الرئيس العام يسرع الخطوات نحو الحلول الجذرية.
وأعتقد أن وجود مسؤول على رأس الهرم الرياضي مثل الأمير عبدالله بن مساعد الملم بكل أمور الكرة السعودية سيوصل إلى الحلول الهادئة التي تنتشل اللعبة الشعبية من المأزق، ومع يقيننا بأن الرئيس العام يضع توجيه خادم الحرمين الشريفين بالاهتمام بشتى أنواع الرياضة نهجاً له، إلا أنه يدرك تماماً أن كرة القدم هي واجهة الرياضة وخاصة في السعودية.