|


سعيد غبريس
لوبيز والهروب للأمام
2014-11-14

يحتاج المنتخب السعودي أكثر من أي وقت مضى للفوز بكأس الخليج الـ22 على أرضه، فهذا الفوز هو وحده الذي يمحو صورة منتخب المملكة الخارج من الدورة السابقة من المنامة بشكل المتخفي، وذلك بعد ساعتين من الخسارة أمام الكويت التي حتمت إقصاءه من الدور الأول، معيداً بذلك خروجه الأول من الدور الأول في دورة الدوحة 2004، وهما الدورتان اللتان لم يحقق فيهما سوى فوز يتيم وعلى المنتخب ذاته (اليمني).

منذ سنوات لا يعرف الأخضر الفوز بالبطولات، ولعل العام 2012 كان الأسوأ بفشله في ثلاث مناسبات: الخروج المبكر من تصفيات مونديال البرازيل، والخسارة في كأس العرب والخروج من الدور الأول في دورة غرب آسيا، وقبل ذلك خرج من الدور الأول لكأس آسيا في الدوحة 2011 بخسارته ثلاث مباريات، أما العام 2013 فبدأه بالخروج المفاجئ من الدور الأول لكأس الخليج الـ21 في المنامة: ونقول إنه خروج مفاجئ لأنه أعقب دورتين نافس خلالهما على اللقب، وفي الواقع بدأت عملية انحدار المنتخب السعودي بعد خسارته نهائي كأس آسيا أمام العراق في 2007، ليستمر غيابه 18 عاماً عن المنصة التي اعتلاها ثلاث مرات، علاوة على غيابه عن منصة كأس الخليج 10 سنوات وعن نهائيات المونديال 8 سنوات بعد التأهل 4 مرات متتالية.

وجاءت خسارة الهلال دوري أبطال آسيا على أرضه قبل فترة قليلة من بداية كأس الخليج لتزيد من الإحباط واليأس، ولكنها في الوقت ذاته ترفع من عزيمة النسور الخضر للانقضاض على اللقب الخليجي.

والحق يقال إن هذا الوضع يرفع وتيرة الضغوط على فريق يفتش عن الألقاب الهاربة وفي الوقت ذاته يجدد العزيمة ويوجد الحافز القوي للفوز، ومن ناحية أخرى يقض مضاجع المدرب الأسباني لوبيز كارو الذي خلف الهولندي المطرود ريكارد بعد 18 شهراً أنهاها بثلاث نقاط وهدفين في خليجي 21 ومن الفريق الذي لم يحقق أي فوز حتى الآن في أي مباراة بكأس الخليج.

ومما لا شك فيه أن خليجي 22 تشكل مفترق طرق للمدرب الأسباني الذي يشفع له أنه تأهل لنهائيات آسيا بدون هزيمة، ولكن معادلته القائمة على أهمية المباريات الرسمية، دون الاكتراث لنتائج المباريات الودية، غير مقنعة إذ لا يعقل ألا يفوز المنتخب السعودي في كل مبارياته الودية باستثناء الفوز الأخير على نظيره الفلسطيني.

ويبدو لوبيز في تصريحاته الأخيرة، أنه يتبع طريقة الهروب إلى الأمام، وبإمكان المتابع أن يستشف من بعض تصريحاته تبريرات مسبقة لفشل محتمل في كأس الخليج، ورمي الكرة في ملعب اللاعبين "الذين يقدمون مستويات عالية مع أنديتهم ولا يقدمون المستوى ذاته مع المنتخب" كما أننا نلمس الارتجاف والارتباك في تصريحه الآخر: "طول فترة الابتعاد عن اللقب الخليجي يؤكد صعوبة المهمة".

وقد ذهب لوبيز إلى أبعد من ذلك بقوله إن المنتخب السعودي سيشارك في كأس آسيا لمجرد المشاركة الجيدة مما استدعى الرد القاطع من الأمير عبدالرحمن بن مساعد وقوله: "أوضحت للمدرب أننا سنشارك في آسيا للفوز باللقب وليس لمجرد المشاركة فقط"، وجاءت عبارة الأمير "أعتقد أن لوبيز لا يعرف تاريخ المنتخب السعودي آسيوياً كرسالة واضحة للمدرب الأسباني بأن كأس الخليج جواز مروره إلى أستراليا".