|


سعيد غبريس
النصر المزدوج للشمراني
2014-10-03

لم يجد خالد البلطان الرئيس السابق لنادي الشباب جواباً للذين سألوه إن كان نادماً على تخليه عن ناصر الشمراني، سوى قوله إنه ربح في المقابل مهاجماً آخر من الطراز ذاته هو نايف هزازي الذي لم يخيب الظن به بتصدره قائمة هدافي الدوري إلى ما قبل الجولة السادسة. والحق يقال، إن البلطان كان عليه أن يكون واقعياً ويعترف بأنه خسر المهاجم الهداف الذي استحق لقب "الزلزال".

وسواء اعترف البلطان بأن الشباب خسر ناصر الشمراني أو لم يعترف، فإن الهلال كسب هذا النجم الذي انضم إليه وفي جعبته أربعة ألقاب كهداف للدوري، والذي ما لبث أن عزز موقف القائلين بخسارة الشباب له، حين فاز بلقب هداف الدوري مع الهلال محققاً اللقب الخامس ومقترباً من الهداف التاريخي ماجد عبدالله وعلى بُعد خطوة واحدة. قد تحصل هذه الخطوة هذا الموسم برغم أنه يبتعد عن متصدر القائمة مهاجم الأهلي، السوري عمر السومة، بأربعة أهداف.

ويواصل "الزلزال" كسب الرهانات ويزيد من حسرة الشبابيين وتباهي الهلاليين، فيوصل "الزعيم الأزرق" نادي القرن الآسيوي إلى نهائي دوري أبطال آسيا بعد غياب أكثر من 14 عاماً بتسجيله ثلاثة أهداف من أربعة في مرمى العين الإماراتي في مباراتي نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وخاصة الهدف الوحيد إياباً في عقر دار العين بالرغم من وجود الثلاثي الهجومي الناري الغاني أسامواه جيان و"عموري" والسلوفاكي ميروسلاف ستوتش. هذا الهدف الذي قضى على أي أمل للنادي الإماراتي بطل أول نسخة من البطولة الآسيوية بمسماها الجديد، قرّب الشمراني من لقب هداف البطولة بهدفه العاشر، وهدد متصدر القائمة جيان الذي أدرك أنه خسر "المعركة" أمام المهاجم السعودي الذي سجل هدفه الثالث في مرمى العين، فيما ظل جيان عاجزاّ عن هز الشباك الهلالية بعدما كان سجل هدفه الـ 12 في مرمى فريق الاتحاد السعودي.

جيان بخروجه المزدوج، مطروداً في المباراة ومُقصياً مع ناديه من النهائي الآسيوي، أفسد بتصرفه غير الرياضي خلال المباراة، كل مسيرته في البطولة، عشية تسلمه جائزة مجلة "الحدث الرياضي" الحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوريات العربية وذلك للموسم الثالث على التوالي، والمقرر تسليمها في 17 أكتوبر الجاري على الملعب ذاته (ملعب الشيخ هزاع بن زايد) الذي شهد طرده.

والشمراني بنصره المزدوج، منتقلاً مع الهلال إلى النهائي الآسيوي وتسجيله هدف فريقه، ينتظره نصران مزدوجان آخران: الفوز بالكأس وبلقب هداف البطولة، وهو ما ستتيحه له مباراتا الدور النهائي أمام وسترن سيدني واندرارز الأسترالي.

وقبل ذلك كله، حقق الشمراني فوزاً مؤكداً بتحطيمه الرقم القياسي لهداف البطولة الآسيوية البرازيلي لياندرو دا سيلفا لاعب السد القطري سابقاً وصاحب الأهداف الـ 19، ومواطنيه محمد نور (17)، وياسر القحطاني (16)، وذلك بتسجيله 10 أهداف مع الهلال في هذه البطولة، مضافة إلى الأهداف الـ15 التي سجلها مع الشباب خلال 7 سنوات، أي ما مجموعه 25 هدفاً.

ناصر الشمراني أصبح علامة مميزة في الكرة السعودية، كما هو مميز بأرقامه وآخرها صاحب الهدف رقم 200 للهلال في البطولة الآسيوية. هذا المهاجم الكبير قفز بقوة إلى المسرح الآسيوي. ويستحق أن يكون أفضل لاعب في القارة.