|


سعيد غبريس
إبراهيم البلوي رئيس إدارة الأزمة
2014-02-28

لم تبتسم الحياة لإبراهيم البلوي في رئاسته لنادي الاتحاد، ولم يجد الوسيلة الناجعة لبلسمة جراح هذا النادي الكبير التي تتشعب فتحاتها ولا تلتئم.. ولا أدري كيف أقدم شقيق الرئيس السابق للنادي منصور البلوي على هذه المغامرة، وبالأحرى على هذه الخطوة المجنونة؟ فكما بات متعارفاً عليه في الرياضة السعودية، بل الخليجية بشكل عام، فإنه لا يطمح لرئاسة أي نادٍ كبير إلا من كان مجنوناً أو مغامراً إن لم نقل فدائياً، فإبراهيم البلوي لم يكن بعيداً عن تجربة شقيقه الأكبر منصور الذي صرف الملايين وبـ "جنون" وصنع المجد الأكبر للاتحاد، ومثَل إبراهيم كمثَل الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي كرّر بدوره تجربة شقيقه الأكبر الأمير عبدالله في رئاسة نادي الهلال وجاراه في التضحيات.. فهل ذلك من أفعال الجنون أم من دلالات المغامرة..؟

أعرف جيداً الأمير عبدالله بن مساعد، وأعرف جيداً منصور البلوي، والكل يعرف أنهما صرفا بسخاء على الهلال والاتحاد مثلهما مثل العديد من رؤساء الأندية الأخرى، وأكثر من ذلك فإنّ الأمير عبدالله لم يوقف ضخ السيولة للهلال بعدما ترك الرئاسة وما زال يدعم شقيقه الأمير عبد الرحمن، ومنصور البلوي لم تتوقف مبادراته تجاه الاتحاد بعد تركه الرئاسة، ومن المؤكد أنه يقف الآن وبقوة إلى جانب شقيقه إبراهيم.

لقد اندفع الأمير عبدالله بن مساعد في تسلّمه مهام الهلال من شعار خدمة الوطن ورد الجميل، هذا ما أكده لي شخصياً قبل أن يعطي موافقته النهائية لتسلّم رئاسة النادي، ولكن ابن مساعد يحمل فكراً استثمارياً، وكان يعول على هذه الناحية لايصال النادي إلى مرحلة التمويل الذاتي ومن ثمّ مرحلة الربح والاستثمار.. ولكن ومع هذا التوجه وهذا التخصص، ما زال الهلال مثله باقي الأندية معتمداً بالدرجة الأولى على المكرمات وكرم أعضاء الشرف وبالتالي يعاني مالياً وإن كانت هذه المعاناة لا تطفو على السطح إلا نادراً..

إبراهيم البلوي ماذا جاء يفعل وأي فكر أو مشروع استثماري يحمله؟ لقد رمى نفسه أو رموه في خضم أزمات مستعصية.. فهو رئيس لمجلس إدارة ليس من جانبه وهو رئيس لنادٍ يغرق في الأزمات المعقدة وفي الديون القديمة والاستحقاقات المستجدة.. جاء لـ "يقلّع" شوك الآخرين بيديه.. لقد أصبح مطالباً بحل المشاكل، وبات مسؤولاً عن أي إخفاق وربما ظهر من يقول اليوم إنه يتحمل مسؤولية الخسارة في إيران، لأنه لم يتدخل ويثني المدرب فيرزيري عن قرار إبعاد الثلاثي المولد والصبياني وعسيري، مع أنّ النتيجة مقبولة..

لن يكون بمقدور إبراهيم البلوي، ومعه شقيقه منصور الذي لم يعُد " المؤثر" وحسب بل "الداعم" أيضاً، أن يحقّق برنامجه، وجل ما يمكن أن يفعله، هو إدارة الأزمة، فمنذ أصبح رئيساً وهو يحاول تدوير الزوايا في المشاكل والاستحقاقات المالية الحادة، ولا سيما أنّ النادي يرزخ تحت أعباء مالية تقدّر بـ 132 مليون ريال، أسقط منها مبلغ 69 مليوناً، حسب ما أعلنه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل لدى استقباله مجلس إدارة الاتحاد برئاسة إبراهيم البلوي..

لا شيء يبتسم لإبراهيم البلوي مع ترؤسه نادي الاتحاد.. ففريق كرة القدم خرج من أول بطولتين محليتين، ولا يبدو أنه سيحقق في الدوري أكثر من المنطقة الدافئة، ولا يُتوقع أن يجتاز مراحل متقدمة من البطولة الآسيوية التي حقّق الاتحاد أيام رئاسة شقيقه منصور أفضل النتائج باللقبين المتتاليين، ولا شيء يوحي بأنّ أعضاء الشرف سيؤازرونه بالرغم من أنّ الأمير نواف بن فيصل خصّهم برسالة للوفاء بوعودهم في وقت تأخذ لجنة تقصي الحقائق عن القضايا المالية مهلة إضافية لتضع تقريرها..

الخلاصة في نظري هي أن إبراهيم البلوي ليس إلا على أحد حالين: إما مجنون وإما فدائي.