يلتقي غداً متصدرا دوري "جميل" النصر والهلال في نهائي كأس ولي العهد للعام الثاني على التوالي، وتبدو الأمور مختلفة هذا الموسم بالنسبة للنصر الذي أثبت خلال الدوري تميزه المكتمل كونه الفرق الوحيد بلا خسارة وتخطى الهلال في كل شيء، في الأهداف ولو بفارق هدف واحد، ولكن بزائد 35 مقابل زائد 25، وفي أفضل دفاع وفي النقاط وفارق الـ 6 حتى الجولة الـ 20.
وكان وصول النصر والهلال إلى نهائي كأس ولي العهد منطقياً وبكل المقاييس، ويكفي أنهما وضعا حاجزاً يصعب تجاوزه أمام الفرق الأخرى، ولكن ذلك كلفهما جهداً مضنياً ولّد ضغطاً عليهما فبديا وكأن مخزونهما بدأ ينفد بدليل تخطيهما المباريات الأخيرة بشق الأنفس، خاصة المتصدر الذي حول تأخره أمام العروبة والفتح في المباراتين الأخيرتين إلى فوز في الرمق الأخير، وكذلك كانت حاله في نصف نهائي كأس ولي العهد حيث هزم الشباب في الشوط الإضافي الثاني بواسطة البديل حسن الراهب.. والهلال لم يكن في حال أفضل إذ فاز بصعوبة في آخر ثلاث مباريات، وكانت البداية أمام الفتح في نصف نهائي كأس ولي العهد بهدفين في ربع الساعة الأخير، ثم أمام الرائد 1ـ0 وأخيراً أمام التعاون بالنتيجة ذاتها، وهكذا رأينا الهلال يفوز إما بصعوبة وإما بالتوفيق.
النصر المختلف عن كل مواسمه السابقة منذ أن فاز بالدوري آخر مرة 1995، يحقق نتائج باهرة منذ الموسم الماضي بسلسلة فوز في 11 مباراة متتالية وسلسلة 30 مباراة بلا خسارة، واضعاً نصب عينيه تجاوز رقم الشباب في هذه السلسلة حيث يقف على بُعد 4 انتصارات منها وذلك من 6 مباريات متبقية له في الدوري. علاوة على أن النصر تجاوز رقمه الشخصي السابق في الوصول إلى النقطة 54.
وبالوصول إلى نهائي كأس ولي العهد في الموسم الماضي واقتحام المربع بعد طول غياب في الدوري، يكون النصر قد ثبت القاعدة التي ينطلق منها إلى منصة التتويج، وكان لرئيسه الأمير فيصل بن تركي اليد الطولى في استقطاب لاعبين محليين وأجانب من مستويات متقاربة، بحيث بات يصرح بتباهٍ بأنه يملك فريقين.. وهذا ما تأكد على الأرض، إذ إن الفريق غالباً ما حقق الفوز عن طريق البدلاء، وهذا ما حصل بالفعل في كثير من المباريات.
في الهلال لا بد من تسليط الأضواء على سامي الجابر الذي يبدو أن الرئيس الأمير عبد الرحمن بن مساعد "ولاّه" بالفعل على أمور فريق كرة القدم، لذا رأيناه يفعل ما يريد خصوصاً على صعيد "اقتلاع" نجوم الموسم الماضي من المحترفين، والتخلي عن بعض المحليين، وقد نجح في رهانه على استقدام البرازيلي تياجو نيفيز من جديد والتعاقد مع ناصر الشمراني اللذين سجلا أكثر من نصف أهداف الفريق حتى الآن ويتصدر الأول قائمة الهدافين، وبقي الهلال متميزاً بأقوى هجوم إلى ما قبل آخر مباراة حيث تقدم النصر بهدف واحد، وفي المقابل "رمم" الجابر دفاع الهلال وجدده بنسبة 60 بالمئة، حسب تصريحاته، وذلك باستقدام البرازيلي ديجاو والكوري الجنوبي كواك تاي وسعود كريري والحارس حسين شيعان الذي أثبت وجوده في المباراة الأخيرة أمام التعاون.
لا أحد بإمكانه القول إن النصر حسم الدوري، ولاسيما أن رئيس النصر نفسه يقول إن النسبة هي 50 بالمئة، وبالتالي فإن الجابر يرى في المباريات الست المتبقية المجال لتغيير الوضع، وربما ستوضح المباراة بين النصر والهلال في الجولة الـ 23، صورة الصراع أكثر، ذلك أن النصر سيقابل قبل ذلك فريقي الفيصلي والاتفاق وفي حال تجاوزه بالفوز هذه الفرق الثلاثة يضمن اللقب قبل الجولات الثلاث الباقية (الأخيرة).
ولكن إلى أي حد ستؤثر نتيجة مباراة الغد في نهائي كأس ولي العهد على مسار الدوري؟ وهل سنرى نهائياً باهتاً درءاً لمزيد من استنزاف القوى، أم سنرى صراع الديوك الذي غالباً ما ينتهي بجراح قد تزيد من إرهاق الفريقين في الأمتار الأخيرة للدوري؟.