|


سعيد غبريس
قضايا منظورة لا نظير لها
2013-12-20

يبدو أن الكرة السعودية تسيّر أمورها بالصدفة، وكأن هناك كلمة سر لا تظهر إلاّ في آخر وقت على طريقة أفلام التشويق حيث يظهر بطل ينقذ الوضع في اللحظة الأخيرة من المشهد.. الأمر يتعلق بالأوضاع المالية للأندية السعودية التي تنام على خزينة جافة لتصحو ـ وقت الضرورة وفي المهلة الأخيرة ـ على خزينة منتعشة بالسيولة.

لقد اعتدنا على وجه الدكتور عبدالله البرقان رئيس لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي نذير .. تحذير.. و"دب الصوت" وآخر إطلالة حملت أنباء عن 140 قضية منظورة لا نظير لها في أي اتحاد كرة قدم في العالم نظير هذا الكم الهائل من القضايا التي لا تجد لها حلاً .. محذراً بأنه لن يتم تسجيل أي لاعب من الأندية الـ 30 ما لم تحل الشكاوى التي عليها.. أما آخر القضايا "الساخنة" في هذه الدوامة فهي قضية تسجيل المهاجم البرتغالي لويس ليال في كشوف النادي الأهلي بعد التعاقد معه، حيث تحول دون تسجيله ثلاث شكاوى ضد النادي من قبل ثلاثة لاعبين سابقين، حُلت اثنتان منها وتبقى الثالثة التي تسابق إدارة الأهلي الزمن لحلها كي يتسنى للاعب الجديد خوض أول لقاءات الإياب بالدوري، وهذه القضية تتعلق باللاعب السابق للأهلي الأرجنتيني موراليس الذي لم يتسلم بعد مستحقاته المالية المتأخرة بعدما تم الاسنغناء عنه في الموسم الماضي.

حتى الهلال منغمس في سباق مع الوقت لترتيب أوضاعه على أبواب فترة الانتقالات الشتوية، خصوصاً أن سامي الجابر يسعى لتغييرات في صفوف الفريق، حيث تبدو الحاجة ملحة إلى مهاجم أجنبي وإلى حارس مرمى، وإلى تبديل عنصر بآخر في المحور، ولم تجد الادارة سوى اللجوء إلى المقايضة في ظل عدم حاجة المدرب إلى عدد من اللاعبين وتحديده لاعبين آخرين بالأسماء من أندية أخرى، وأبرز هذه الأسماء سعود كريري، والمشكلة أن الهلال لم يعد يرغب من أجانبه سوى البرازيلي تياجو نيفيز، فيما شكل العائق المالي عقبة في إلغاء عقدي المغربي عادل هرماش والإكوادوري سيجوندو كاستيللو، بعد قرار الاستغناء عن الكوري الجنوبي هوان تشو .. وحسب المصادر الصحافية فإن الصفقات الشتوية التي ستبرمها إدارة الهلال ربما تؤجل تحديد عقود بعض اللاعبين المؤثرين بسبب الالتزامات المالية على النادي في الفترة المقبلة... ولكن وحسب مصادر صحافية أيضاً، فإنه لا توجد ديون متراكمة على الهلال تمنعه من التسجيل وإنما التزامات مالية مجدولة مسبقاً لا تزيد عن المليون ريال ستنهيها الادارة عاجلاً ..(خاصة أن المليون ريال مبلغ بسيط كشربة ماء)، ويذكر في هذا الصدد أن إدارة الهلال تبذل جهوداً حثيثة لتوفير دعم شرفي لانهاء التزاماته المالية، والأولوية لتجديد عقود ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري..

الأنكى من هذا كله أن نادي الاتحاد ذهب خارج الحدود لإيجاد شركة راعية بسبب عدم وجود شركات محلية ترغب في رعاية النادي، لذا أجرى الرئيس المكلف عادل جمجوم لقاءً مفتوحاً في دبي دعا إليه 25 شركة لم تحضر منها إلا واحدة، والتبرير الاتحادي هنا أن الشركات الإماراتية تريد الاجتماع مع النادي في شكل انفرادي.

والمضحك المبكي في وضع نادي الاتحاد بعد انتهاء عقد الرعاية، وفي خضم الأوضاع المتدهورة لفريق كرة القدم وتراجعه في الدوري وخروجه من كأس ولي العهد باكراً.. روجت الادارة المترنحة تحت الضغوط الشرفية والجماهيرية والنتائج السيئة في الملاعب، إلى ترقب عقد مع شركة راعية، خُيّل للجميع أنه سينتشل النادي من كل أزماته .. ولكن ذاك الجبل من الترقب والتشويق والآمال المرجوة تمخض عن عقد محدود للعبة كرة..الطاولة.

هنا ارتفع صوت مسؤول محذراً من أنه إذا لم تتخذ خطوات بتحديد سقف أعلى لعقود اللاعبين وآلية لمن تثبت مخالفته وتحايله في هذا الجانب، هذا ما أعلنه الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب طالباً من اتحاد كرة القدم تشكيل وفد لزيارة (فيفا) لإقرار مثل هذا الأمر.

هذا أمر مهم، ولكن الأمر الأهم هو وقف التخبط والعشوائية في التعاقد مع لاعبين ومدربين بمبالغ خيالية سرعان ما يصبح هؤلاء النجوم والمدربون عبئاً في الملعب وثقلاً مالياً ونحن مازلنا في الموسم ذاته.. وبإمكان أي متابع للكرة للسعودية وبسهولة سرد عشرات الأمثلة على هذه الآفة هذا الموسم وفي المواسم السابقة.