|


سعيد غبريس
كأنهم حاربوا (التنين) من أجل التأهل
2013-11-22

قد يكون الأداء السعودي أمام الصين في عقر دارها من أمتع ما قدّمه "الأخضر" خلال تصفيات أمم آسيا المؤهلة إلى أستراليا 2015، ولا أبالغ إذا قلت إنّ الأداء كان بطولياً والروح قتالية، خاصة أنّ الصيني كان " تنيناً" اسماً على مسمى، فهو "حرث" الأرض وذهب في كل اتجاه واندفع بكل قوة ولكنه لم يرهب رفاق سعود كريري، لا هم ولا جمهورهم الذي كان" جائعاً" أكثر من اللاعبين للفوز طلباً للتأهل وتجنب الوقوع في "براثن" أسود الرافدين، في 5 مارس المقبل في الجولة السادسة (الأخيرة) التي ستحسم البطاقة الثانية. لقد خاض السعوديون ومدربهم الأسباني مباراة تكتيكية قاسية، فأنهكوا الصينيين بدنياً وأحرقوا أعصابهم بالدفاع المستميت الذي لم يقترف أي خطأ هذه المرة، فكان حسن معاذ منقذاً من هدف أول من دون ارتكاب خطأ، أمّا أسامة هوساوي فقد " كفّر" هذه المرة عن كل هفواته الدفاعية السابقة سواء مع المنتخب أم مع الأهلي.. وظهر الحارس وليد عبدالله في صورة العملاق الحقيقي.. المفاجئ في هذا الصمود السعودي أنّ المباراة لا تقدّم ولا تؤخر بعد ضمان التأهل، ولكني شاهدتهم في تلك الأمسية المثيرة الحماسية وكأنهم يحاربون من أجل التأهل، وبالفعل لم يختلف طموح " الأخضر" برغم التأهل، وبالفعل كان لوبيز صادقاً في أنه لن " يسلّم" المباراة.. وقد تكون المرة الأولى التي لا نضع فيها أيدينا على قلوبنا خوفاً من الثغرات في الدفاع، أو انعدام الفاعلية في خط الوسط، وبدا السعوديون كأنهم يخوضون مباراة مفتوحة ومقفلة في آن أمام فريق لم يهدأ ولم يعدم وسيلة لهز الشباك السعودية. قد يكون الدافع الأكبر وراء هذا الظهور المشرّف للفريق السعودي في الصين تكريس ثقافة الفوز بعد الانتصارات الأربعة، بينها ثلاثة أمام فريقين عريقين في آسيا (الصين والعراق) فيما كان التعادل أمام الصين على أرضها أقرب إلى الانتصار، فصحيح أنّ التعادل كان سلبياً ولكن النتيجة إيجابية، ولم يكن أمام المدرب لوبيز سوى تكثيف الدفاع لمواجهة المد الهجومي في الصين، ومن هنا كان التعادل بهذ الأداء أكثر من جيد على الرغم من أنّ الجمهور السعودي كان يطمح إلى النتيجة المثالية بإنهاء التصفيات بالعلامة الكاملة، خاصة أنّ منتخباتهم السابقة حقّقت ذلك ثلاث مرات، ولكن لا بأس بإنهاء هذه التصفيات بلا خسارة وهذا ما هو متوقع، إذ أنّ المباراة الأخيرة لمنتخب السعودية ستكون أمام أندونيسيا متذيلة ترتيب المجموعة، وتأتي شهادة مدرب الصين بالمنتخب السعودي بدون رتوش أو خلفيات ولا في سياق المناورة والتخدير، ذلك أنّ اللقاءين انتهيا ولم يعد هناك سبب للتكتيك والحرب الباردة، فهو وصف الفريق السعودي بالناجح جداً ومستواه بالعالي جداً، معترفاً ومقراً بالإحباط. صحيح أنّ الإماراتي كان نجم التصفيات كونه الوحيد الذي تصدّر مجموعته بالعلامة الكاملة، ولكن يجب أن نقيس الأمور بالأوزان في كل مجموعة، ومن الطبيعي أن حجم كل من العراق والصين ليس أبداً بحجم كل من فيتنام وهونج كونج.