لا، لم يحرق سامي الجابر المراحل ليصبح مدرباً، ولكن هل يحرق كل شيء ليصبح رئيساً للهلال؟ هو إنسان طموح ويقول إنّ طموحه لم ولن يتوقف، وهو اعترف سابقاً بأنه خطّط مع رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد ليكون نائباً له، "برغم معارضة بعض الشرفيين" ولكن بعض أعضاء الشرف لا يريدونه أن يكون في هذا المنصب، قال ذلك العام الماضي، وهو الذي يعلم أنّ الهلال لا يرأسه إلا الرموز، وإن اكتسب صفة الرمز كلاعب، وها هو الآن يبدأ الخطوة تلو الخطوة ليصبح رمزاً كمدرب وهو الذي بدأ مع أوكسير الفرنسي كمساعد للمدرب، بعدما نال دبلوم التدريب عام 2011 من معهد FA التابع للاتحاد الأوروبي، والآن مع الهلال كمدرب بعد 4 سنوات من التمرّس كمدير عام للكرة، وبعد سنوات وسنوات كلاعب من طراز رفيع في النادي وفي المنتخب، خوّلته لقب الأسطورة. كان سامي الجابر أول لاعب سعودي يحترف في إنجلترا ولو لتجربة قصيرة (ولفرهامبتون الإنجليزي في 2001) وقبل ذلك لم يوفّق في التوقيع مع نادي أوكسير كلاعب في 1998، وإذا كان اللاعب الذي وصل إلى 100 مباراة دولية في البلدان المتقدمة لا يجد صعوبة في تبوؤ منصب إداري أو أن يصبح مدرباً، فإنّ سامي الجابر خاض 162 مباراة دولية في أهم البطولات وأبرزها كأس العالم (أربعة مونديالات متتالية) وخلال السنوات الست الأخيرة التي مضت على اعتزاله، كان سامي الجابر يعرف ماذا يريد وقد تجاوز مرحلة محاصرة طموحاته رافضاً التفرّغ للتحليل في الفضائيات، وإن كام مرّ بتجربة ناجحة محدودة، ومما لاشك فيه أنه في قرارة نفسه يشكر ربه كثيراً لأنه لم يغرق في إغراءات ذلك المجال، وها هو على قدر المسؤولية في مجال التدريب وقد أصاب النجاح في بداية مشواره ببقائه متصدراً الدوري بتميّز وجدارة في المراحل الخمس الأولى. سامي الجابر ناجح في جميع مراحل حياته الرياضية، وقال ذات مرّة إنّ الذين يهاجمونه هم من يخافون من نجاحه وهم كثر وحتى داخل النادي الأزرق، ولا يُخفى على أحد أنّ هذا الرجل يتمتع بشخصية قوية جداً وبثقافة تسمح له أن يكون حاضراً في أي محفل، وهو أيضاً متكلّم ويجيد التعامل مع الإعلام، خاصة الإعلام السعودي الصعب، وكانت له مواقف جريئة ضجّت بها الأوساط الكروية، وها هو في حديثه الأخير خلال برنامج (يا هلا) مع قناة روتانا يفجّر أكثر من موقف جريء وصريح، وخاصة حين صوّب على رئيس أعضاء هيئة الشرف الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير المشرف على الفئات السنية في الهلال، وأحد الرؤساء الذهبيين الذين حقّقوا للهلال بطولات وكؤوساً كثيرة، الأهم من ذلك ما يعرف عنه بأنه عراب الانتخابات الرئاسية، وأنه الرقم الصعب في اختيار أي رئيس جديد للهلال.. رسالة الجابر القوية إلى هذا الرجل القوي منطلقاً من أرض صلبة ومن حالة توجب عليه أن يتكلّم ويتخذ موقفاً، ذلك أنّ خروج الهلال من كأس الأمير فيصل بن فهد وأمام الجار اللدود النصر في نصف النهائي، لم يكن وليد ظروف آنية حلّت بالفريق، بل إنّ النتائج سيئة على مدى السنوات الخمس الماضية، وكون الجابر مدرباً للفريق الأول حالياً ومديراً للكرة 4 سنوات قبل الانتقال إلى أوكسير، لم يلمس أنّ الفريق الأول يتغذى من المشتل الهلالي، ولا سيما أنه تدرّج في الفئات السنية مثله مثل العديد من النجوم الكبار الذين أنجبهم الهلال. لذا أطلق ناقوس الخطر بالقول الخطير: الهلال بعد 4 سنوات بلا مستقبل وذلك لسوء أوضاع الفئات السنية.. معتبراً أنّ الهلال الحقيقي ليس في الفريق الأول بل يتمثّل في الفئات السنية.. وقد ترافق هذا التصريح مع بداية حملة في بعض وسائل الإعلام الهلالية التي تحدّثت عن "عشوائية تدار بها الفئات السنية". سامي يجرؤ على الجهر بآرائه ويتحدث عن اختلافات مع نائب الرئيس الأمير نواف بن سعد، ويدعو الرئيس الأمير عبد الرحمن بن مساعد لترك الرئاسة، ومن باب الحرص على صحته.. هذا السامي ينظر إلى البعيد وهو متيّقن بأنّ خصخصة الأندية ستكسر باب الرئاسة المقفول على عدد محدود من الرموز.