|


سعيد غبريس
كيف يحارب الأهلي برؤوس حربة مثخنة؟
2013-09-20

لم يعد الأهلي قوة هجومية فعّالة منذ انفراط عقد الثنائي عماد الحوسني ـ فيكتور سيموس.. التخلي عن العُماني كان بسبب الإصابة، وغياب البرازيلي بسبب الإصابة أيضاً.. ويبدو أن (لعنة) الإصابات لاحقت الأهلي أيضاً فأبعدت المهاجم الكوري سوك لثلاثة أشهر، بعدما كانت أبعدت ياسر الفهمي، فيما فيكتور لم يعد إلى المباريات، ليبقى صالح الشهري القادم ـ العائد من البرتغال مهاجماً وحيداً، ولم تنجح محاولات الأهلي في نزع صفة "اليتم" عنه بعدما فشلت محاولتان لضم الكويتيين يوسف ناصر وبدر المطوع، وهذا الأخير كان أعطى الأمان والاطمئنان للأهلاويين ولكنه اعتذر في ربع الساعة الأخير، فكان بديل اللحظة الأخيرة العراقي يونس محمود الذي لم يستطع حتى باللحاق بالفريق إلى سيئول لعدم الحصول على التأشيرة، على أمل أن يحل عقدة النقص في هجوم الأهلي في المسابقات المحلية، وهو ما يعرف بـ"السفاح" لكثرة أهدافه، ليصبح في هجوم الأهلي "سفاحان" في إشارة إلى البرازيلي فيكتور سيموس الذي يحمل اللقب ذاته.. كان من المؤمل أن يكون فيكتور جاهزاً للقاء سيئول الحاسم، ولكنه لم يكن ضمن قائمة الـ18 لاعباً حتى.. وكذلك هي الحال بالنسبة لياسر الفهمي.. الأهلي المثخن بالجراح في صفوف المحاربين في مركز رأس الحربة، ذهب إلى سيئول بمهام صعبة ومضاعفة تماماً كما هي حال الفريق الذي لا يفوز على أرضه.. ومع هذا النقص، أو الغياب شبه التام في المهاجمين، كانت مهمة المدرب الكوري واضحة وهي عدم منح الفرصة للمنافسين في الهجوم، وعدم المخاطرة في الهجوم، ونجح في إبقاء النتيجة سلبية وهي تصب في مصلحته بالطبع، وسجل هدفه اليتيم في الدقيقة 90. كنا نعوّل على ميزة الأهلي في حصد النقاط خارج أرضه في البطولة الآسيوية، فهو جمع 8 نقاط خارج ملعبه ولكنه خسر عليه 4 نقاط بتعادلين أمام النصر الإماراتي وسيئول الكوري الجنوبي، علاوة على أنه كان صاحب أعلى النقاط في دوري المجموعات بـ14 نقطة، متصدراً مجموعته حيث لم يخسر (فاز في 6 مباريات وتعادل في 2) ولا يجاريه في ذلك سوى كاشيوا الياباني خصم الشباب.. ولكن سيئول غير النصر الإماراتي والغرافة والجيش القطريين وحتى سباهان الإيراني.. هذه الفرق التي هزمها الأهلي حتى على أرضها، الفرق الكورية الجنوبية بالطبع هي غير، فالهزيمة بالثلاثة للأهلي في نهائي بطولة العام الماضي أمام أولسان مازالت ماثلة.. وهكذا يخرج الأهلي مرة جديدة من السباق الآسيوي وهذه المرة من الدور ربع النهائي وأمام فريق كوري جنوبي أيضاً، ليعود إلى الساحة المحلية، في سعي مضنٍ لم يتوقف منذ 29 سنة للفوز بلقب الدوري، وهو الآن في وضع مقبول إذ لم يخسر في 3 مباريات ولكنه لم يفز إلا بمباراة ليحل خامساً في ترتيب دوري "جميل" مع أنه لم يخض إلا مباراة جدية واحدة (أمام النصر).. في رأيي، من الصعوبة أن يفوز فريق يمر بمثل ظروف الأهلي الحالية لناحية النقص في الهجوم، خاصة حين تكون الإصابات في صفوف هذا الخط مداهمة مثل إصابة الكوري سوك، وحين تطول فترة علاج الإصابات السابقة مثل إصابة سيموس وإصابة ياسر الفهمي، والطامة هنا أن إصابة الكوري ستطول لثلاثة أشهر.. والأمل الآن بالهداف العراقي الخطير يونس محمود الذي يبدو أنه لم يفقد بعد حس التهديف.