الأزمة المستعصية التي يمر بها نادي الاتحاد في هذه الفترة تعكس الصورة الحقيقية للأندية الخليجية في شكل عام والسعودية في شكل خاص، في حال اعتمدت على إمكاناتها الذاتية بدون الدعم الكبير والهائل من أعضاء الشرف الظاهرين في الصورة وغير الظاهرين وهم في الغالب الداعمون الحقيقيون. نادي الاتحاد مثله مثل أي نادٍ آخر في السعودية والخليج، يعيش على سيولة هؤلاء من الداعمين الحقيقيين، وكان وراءه ما يسمى بـ"الداعم" وما يسمى بـ"الفاعل" وهما لا يذكران بالاسم في العلن والإعلام، وأضيف إليهما مؤخراً ماسمي بـ"المؤثر"، ونحن نتحدث بالطبع عن الشيخ عبد المحسن آل الشيخ وأسعد عبدالكريم ومنصور البلوي.. والآن هؤلاء الثلاثة لا يمدون النادي بالأموال فوقع في المحظور وفي مستقبل غير منظور ووصل أمر الإفلاس أن اشتكى أحد المحترفين إلى الشرطة مطالباً بحقوقه المالية ومستخدماً شيكاً بدون رصيد من رئيس النادي محمد الفايز الذي تبيّن له، ولو بعد حين، أنه خُدع لأنه لم يكن يعرف أن حجم الديون سيصل إلى هذه الأرقام.. ومع أن الفايز نجح في إنهاء 23 شكوى مالية لدى لجنة الاحتراف في الاتحاد السعودي لكرة القدم من أصل 26، لكن هذه الشكاوى الثلاث الباقية تقف حجر عثرة في مشاهدة الفريق مكتمل الصفوف خلال مبارياته الرسمية، ذلك أن عدداً من اللاعبين المحليين إضافة إلى الأربعة المحترفين الأجانب مازالوا خارج التشكيلة ما لم يسدد النادي المبالغ المستحقة لبعض اللاعبين، على غرار ما فعل مع البعض الآخر ومنهم "الكابتن" أسامة المولد الذي أثيرت أنباء مضطردة حول نية النادي بيع عقده لحل بعض المشاكل بثمنه، مع رغبة منه بذلك، ولكن الإدارة "أخرجت أرنباً" من قبعة الساحر حاملاً المبلغ المطلوب، وهاهو الآن أحمد الفريدي القادم من الهلال يلمح إلى ترحيبه ببيع عقده لسحب شكاوى حمد المنتشري ورضا تكر ووكيل أعمال اللاعبين سلطان البلوي، وعلى ما يبدو، اشتم الفريدي رائحة الفشل في الاتحاد بدليل قوله إن الأوضاع المالية للنادي لا تساعد على تحقيق الأجواء المناسبة للاحتراف غامزاً من قناة تأخر دفع الرواتب. الاتحاد، ربما، أصبح أكثر نادٍ في العالم أو في تاريخ كرة القدم يغدق الوعود، ولو أحصينا هذه الوعود من الرئيس ونائبه بحل المشاكل المالية لوصلنا إلى رقم قياسي.. والأمر الغريب وغير الطبيعي أن تُبقي الإدارة على آمالها بأعضاء الشرف في الوقت الذي ينذرها هؤلاء بالإقالة إذا لم تحل مشاكلها بيدها، والأغرب من ذلك أن الإدارة الحالية لم تفلح حتى الآن، وبرغم هذه "الزنقة" من الاهتداء إلى راعٍ، وماتزال تنام على "حرير" مساعدة رعاية الشباب والنقل التلفزيوني وهيئة دوري المحترفين، وأضعف الإيمان من اقتراض مبالغ مالية من أعضاء الشرف.. هذه صورة مفترضة لوضع أي نادٍ في المنطقة يُحرم من مكرمات وتبرعات الداعمين من خلف الستار، وهذه الصورة تعطينا تصوراً سيئاً عن الآمال المنتظرة من الاستثمار الرياضي وتخصيص الأندية وتسويقها، بالرغم من أننا سمعنا عن أفكار وخطوات استثمارية حصلت فعلاً على الأرض ولكنها لا تُغني الأندية عن الدعم الشخصي الذي لا يدوم إلى الأبد. من هنا نقدّر الجهود التي يبذلها محمد الفايز وإدارته كي يبقى للنادي فريق على أرض الملعب.