فوز الأندية السعودية بالدورات الدولية الودية الأربع التي نظمتها أندية إماراتية يجيز لنا القول إن الكرة السعودية أثبتت علو كعبها، خصوصاً أن الأندية السعودية الأربعة لم تكتفِ بلقب البطولة، بل هيمنت على الألقاب الفردية أيضاً. فخطف الفتح والهلال لقبي الهداف وأفضل لاعب، كلٌ في دورته، والنصر والأهلي لقب أفضل لاعب ليكون عدد الألقاب الفردية ستة. ومع أن هذه الدورات ودية، ولكن هذا لايعني التقليل من أهمية النتائج التي حققتها الفرق السعودية، فالأندية الإماراتية الأربعة هي أندية الطليعة في بلادها، العين بطل الدوري وبطل آسيا والجزيرة والوحدة وبني ياس، كلها فرق بطلة ومنافسة ومشاركة في البطولات الخليجية والعربية والآسيوية.. والوضع ذاته ينطبق على الفرق الكويتية: العربي، الكويت بطل كأس الاتحاد الآسيوي، كاظمة إضافة إلى المنتخب الأولمبي الكويتي، وربما نستثني الفريقين العُمانيين ظفار والنهضة، كونهما أقل مستوى من باقي الفرق المشاركة. الفريق السعودي الخامس المشارك في دورات الإمارات الودية، وهو الشباب، كان الوحيد من فرق المملكة الذي تعرض للخسارة (مرتين إحداهما أمام مواطنه الفتح بطل دورة الوحدة والذي انتزع منه لقب دوري زين) ولو لم يكن الشباب في مجموعة تضم فريقاً سعودياً آخر لكانت حظوظه وافرة بالطبع في الفوز، خاصة أنه عائد للتو من معسكره البلجيكي الناجح، ولكن مشاركته في دورة الوحدة الإماراتي تأتي استكمالاً للجهوزية قبل ملاقاته كاشيوا الياباني في ذهاب الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا، شأنه في ذلك شأن مواطنه الأهلي الذي يتحضّر بدوره لملاقاة سيوول الكوري في الدور ذاته من البطولة الآسيوية. علماً بأن الأهلي اكتفى بمعسكر داخلي في أبها وأجرى 5 مباريات خلاله وخارجه، وكان فوزه ببطولة الجزيرة لافتاً كونه هزم صاحب الأرض مثله مثل باقي الفرق السعودية، علاوة على فوزه على الكويت. الهلال حقق الأفضل كونه جمع نقاطه كاملة وسجل 10 أهداف في 3 مباريات ونال مهاجمه الجديد ناصر الشمراني لقب هداف دورة العين ومحمد الشلهوب لقب أفضل لاعب، علاوة على أنه واجه أقوى الفرق: العين وكاظمة والرفاع، وجاء هذا الفوز تتويجاً لمعسكره الناجح في النمسا. أما النصر فقد ذاق طعم البطولات وإن خارج الوطن حيث طال غيابه عن منصات التتويج، وقد اعتبر "العالمي" دورة بني ياس بديلاً لمعسكره الخارجي الذي تعثر. وكانت هذه الدورة مجالاً للنجم الجديد يحيى الشهري ليثبت جدارته، وبالتي فرصة لمحمد نور ليرد اعتباره ويسترد معنوياته بعدما تخلى عنه الاتحاد فكان أفضل لاعب في الدورة. ويبدو الاتحاد وحده من فرق الطليعة في الدوري السعودي الذي لم يقم معسكراً لا في الخارج ولا في الداخل حتى، ولم يشارك في أي دورة ودية مكتفياً بمباريات ودية من العيار الخفيف، لن تجعله جاهزاً لملاقاة الفتح في كأس السوبر، بل إنه غير جاهز من كل النواحي لخوض دوري جميل، ولا تبدو في الأفق حلول لمشاكله المالية تسمح له بوقف شكاوى لاعبيه الذين لم يتسلموا بعد مستحقاتهم المالية، وبالتالي قيد لاعبيه الجدد قبل انتهاء الفترة المحددة من قبل لجنة الاحتراف، وربما نكون أمام الأمر العجب في هذا النادي الذي يعجز عن تأمين خمسة ملايين ريال من أعضاء الشرف، وفي الوقت ذاته يسدد مستحقات أسامة المولد بالقيمة ذاتها تقريباً، وفي الوقت ذاته أيضاً يسعى للتعاقد مع لاعبين أجانب وآخرهم المهاجم البرازيلي بيدرو جونيور الذي يلعب مع جيجو يونايتد الكوري الجنوبي، حيث أفادت بعض المصادر أن المفاوض الاتحادي انسحب لعدم التمكن من تأمين المبلغ الذي قيل إنه كبير.. وفي الخلاصة يبدو أن الأندية السعودية الرئيسية استعدت جيداً ليكون الدوري الجديد (جميل) اسماً على مسمى، مع مواصفات الإثارة والتنافس الشديد الذي نتمنى أن يستدرك "العميد" نفسه كي لايكون خارجها.