منذ أن ترك منصور البلوي رئاسة نادي الاتحاد، وهذا النادي العريق الذي يعرف بـ”العميد” في أزمات إدارية ومالية أثرت على موقع الفريق الكروي في البطولات وأفقدته هيبته على صعيد الحضور في الوسط الكروي السعودي، بعدما كان نداً وحيداً للهلال لسنوات عدة في البطولات.. ومع أن الاتحاد يتعرض لأصعب المشاكل، وخصوصاً المالية، فقد أنقذ موسمه الكروي بلقب كأس الملك للأبطال، بعد الخروج من كأس ولي العهد والتراجع الكبير في ترتيب الدوري.. الإدارة الحالية برئاسة المهندس محمد فايز لم تعرف الاستقرار وكأنها تسير على غير هدى، وطالما شكا رئيسها من تخلي أعضاء الشرف وتملصهم من كل الوعود، لتتراكم الاستحقاقات وتسود لغة التململ من اللاعبين والعاملين على حد سواء لجهة عدم تسلم المستحقات المالية من رواتب ومقدمات تجديد العقود، لتطل أزمة جديدة تمثلت بإبعاد عدد لا بأس به من اللاعبين من الصف الأول من دون أن تنهي الإدارة مخالصاتهم المالية فتضطر إلى إبقائهم لتتكدس الأعداد في التمارين، في حين يطالب المدرب الإسباني بينات بمهاجم جديد بعد الاستغناء عن لاعب لا يستغنى عنه هو نايف هزازي الذي انطلق متألقاً كعادته مع فريقه الجديد الشباب ويأتي ذلك في وقت لم يتم فيه حتى الآن تسجيل اللاعب البرازيلي الجديد ليناردو وغيره من اللاعبين المحترفين الجدد وذلك لعدم تسديد المستحقات المالية الضخمة المسجلة على النادي بالرغم من إمهال لجنة الاحتراف باتحاد الكرة إدارة النادي لأكثر من فترة وآخرها 20 يوماً. أما آخر المشاكل المتفاقمة فهي الشكوى المقدمة من اللاعب إبراهيم هزازي المُبعد والذي لم يتمكن من صرف الشيك بمبلغ المخالصة لأنه لا يحمل أي توقيع رسمي معتمد.. ناهيك بشكوى عدد من اللاعبين والمدربين والعاملين إلى الرئيس العام لرعاية الشباب الذين يطالبون بمستحقاتهم المتأخرة عن الأشهر الستة الأخيرة.. وفي هذا الوقت الذي تستعد فيه الفرق الأخرى بمعسكرات والمشاركة بدورات خارجية، عجز الاتحاد حتى عن إقامة مباريات ودية مكتفياً باثنتين متواضعتين، كل هذا ومباراة كأس السوبر أمام الفتح على الأبواب. أعضاء الشرف المتهمون بالتقصير من قبل الإدارة، أظهروا “العين الحمراء” محذرين ومنذرين بسحب الثقة من الإدارة الحالية، ولكن الأمر المستغرب هو أن كل الاجتماعات الشرفية وتشكيل لجنة من أعضاء الشرف برئاسة منصور البلوي، لم تنجح في توفير دعم مادي، وهو الأمر الملح في ظل عدم إيجاد الراعي الرسمي الذي يؤمن السيولة.. ولأن منصور البلوي خبير جداً جداً بأعضاء شرف الاتحاد، اشترط أن يوفر هؤلاء مبلغ خمسة ملايين ريال لقبول مهمة المفاوضات مع اللاعبين الذي رفعوا شكوى للجنة الاحتراف.. فتعطلت لغة التفاوض مع اللاعبين ولم توضح الإدارة آلية المستحقات المالية ليصبح النادي مهدداً بمنع تسجيل أي لاعب محترف جديد أو أي لاعب منتقل علماً أن فترة تسجيل اللاعبين المحترفين تنتهي في الأول من سبتمبر المقبل. أعتقد أن منصور البلوي الذي لم يكن يعول على أي مساهمة من معظم أعضاء الشرف طيلة فترة رئاسته للنادي، أراد اختبار نية هؤلاء حين طلب عصفوراً في اليد، وهو في قرارة نفسه متيقن بأنه سيكون أمام عشرة عصافير على الشجرة.. والسؤال المطروح الآن هل ستقوم قائمة لإدارة اتحادية مع استمرار ابتعاد الداعم والفاعل واللذين أضيف إليهما المؤثر، ولاسيما أن هذا الثلاثي هو غير أعضاء الشرف كما هي جدة غير.