المتابع لأخبار الأندية السعودية تستوقفه أحجيات القضايا المالية التي تترك في ذهنك انطباعاً بأن ثمة قطبة مخفية ترتي العجز المالي “المستشري” في خزائن معظم الأندية، فإذا ما دققنا في أخبار التعاقدات والمستحقات المالية في ناديين رئيسيين، النصر والاتحاد، نصل إلى استنتاج واقعي بأن مصادر غير منظورة تحضر قبل أن يصل العد العكسي للإفلاس إلى ما قبل نقطة الصفر. في نادي النصر نجد الرئيس الأمير فيصل بن تركي وحيداً من دون أعضاء الشرف يؤمّن أموال التعاقدات حتى لو تجاوزت الـ 100 مليون ريال هذا الموسم، لدرجة أن الجماهير تعاطفت وقامت بمبادرة ولو كانت رمزية، بالاشتراك في عضوية النادي، ولكن ماذا يسد هذا “الدخل” ونادي النصر الأكثر صرفاً والأكثر تعاقداً مع النجوم المحليين وبأرقام قياسية في الصفقات، من محمد السهلاوي مروراً بعبدالرحيم جيزاوي وربيع سفياني إلى يحيى الشهري الذي وصلت صفقة انتقاله من الاتفاق إلى 48 مليون ريال؟ ولكن الغريب في الأمور أن تصريحات وأنباءً صحافية تفاجئك بأن هذا اللاعب ربما يعود إلى ناديه الاتفاق وإنه لم يصبح نصراوياً حتى الآن بالرغم من قبض مبلغ 3 ملايين ريال علاوة على 18 مليوناً بشيكات مصدقة من الحساب الخاص لرئيس النصر. وإذا قرأت في صحف اليوم تضيع بين المطالبة الاتفاقية بتسديد الدفعات اليوم وإلا يعود اللاعب إلى ناديه وتذهب الـ 3 ملايين ريال هباءً منثوراً، وبين ما يفيد بأن الرئيس النصراوي سلّم النادي الشرقاوي 10 ملايين ووكيل أعمال اللاعب 5.3 ملايين.. على أن يتم دفع المبلغ المتبقي منتصف الأسبوع المقبل، كل هذا والنصر الأقل مديونية في السعودية ومن يشكك بهذا الأمر عليه أن يتوجه إلى لجنة الاحتراف. هذا الكلام هو لرئيس النصر الذي حدد مبلغ 1.4 مليون ريال مترتبة على النصر في لجنة الاحتراف. هذا عن النصر الذي يرأسه أمير شجاع، فماذا عن الاتحاد الذي يبدو في الآونة الأخيرة بلا رئيس ويدير كل شؤونه حتى التدريبية نائب الرئيس عادل جمجوم، الذي ينفي باستمرار أنباءً عن النية في بيع أسامة المولد للخروج من المأزق المالي المتشعب والذي يطل كل يوم بعدة رؤوس ومن جهات عدة، لدرجة أن النادي اضطر لإعادة اللاعبين الذين كان استبعدهم ضمن “الحركة التصحيحية” التي أطاحت بالقائد محمد نور، وذلك لعدم توفر المبالغ لتسديد مستحقاتهم المالية، وأكثر من ذلك وللسبب ذاته، سيبقى إبراهيم هزازي (على قلب) المدرب بينات الذي طالب بإبعاده. وحسب التقديرات فإن المستحقات المتوجب دفعها للاعبين تقارب الـ 40 مليون ريال، عدا رواتب متأخرة للعاملين في النادي تعود لأكثر من 6 أشهر، ولم تتمكن إدارة الاتحاد سوى دفع جزء من مستحقات أسامة المولد وأحمد الفريدي وسعود كريري.. وفي هذا الوقت تعاقد الاتحاد مع لاعب برازيلي (ليوناردو) ويسعى للتعاقد مع لاعب بوليفي أو مع إلتون من الفتح.. وورد في لائحة المطلوبين للاتحاد (المفلس) عماد الحوسني ومحمد أبوتريكة وحتى ياسر القحطاني.. أما التغطية فبانتظار العقد الرعائي الذي سيجلب بعض الانتعاش، ولكن في النهاية ستبقى خزينة الاتحاد مثقوبة، أما جيب الأمير فيصل بن تركي فلابد أن يكون له قرار مهما كان عميقاً.