|




سعيد غبريس
سعد الحارثي “الذابح” المذبوح
2013-07-05

هل ذبح سعد الحارثي نفسه حين انتقل قبل عامين من النصر إلى الغريم التقليدي الهلال؟ هذا اللاعب الذي منحته مهارته وفنياته لقب “الذابح” هو في هذه الفترة مذبوح من الوريد إلى الوريد. هذا اللاعب الذي أطلقوا عليه تسمية “راوول الخليج” ثم صعّدوا الوصف إلى “راوول العرب” هو الآن عاطل عن العمل بعدما وضع الهلال عقده على لائحة البيع، ولكنه لم يجد “شارياً” حتى الآن منذ أن أبلغه المدرب الجديد لـ”الزعيم” سامي الجابر أنه بات خارج حساباته.. سامي الجابر الذي زامل الحارثي فترة من الزمن في المنتخب السعودي، كان المفاوض الأول للصفقة مع الحارثي في عام 2012 حين كان مديراً لإدارة الكرة، وكان إلى جانب الأمير نواف بن سعد أثناء توقيع العقد لمدة ستة أشهر على سبيل الإعارة، ثم بذل جهوداً لإقناع الإدارة بضرورة التجديد للاعب النصر السابق مدة عامين، ولكن كما في السياسة، كذلك في الرياضة، حيث لا صداقات دائمة بل مصالح دائمة. أنديتنا مثل الأندية الأخرى في العالم كله، تصف اللاعب الذي يترك النادي إلى النادي اللدود بـ”الخائن” وهكذا كانت حال سعد الحارثي المنتقل من النصر إلى الهلال، مثل حال لويس فيغو المنتقل من برشلونة إلى ريال مدريد، وفان بيرسي (أرسنال – مانشستر يونايتد) وتيفيز (مانشستر يونايتد - مانشستر سيتي) والبرازيلي رونالدو (إنتر – ميلانو وبرشلونة – ريال مدريد)، ومن هنا فإن الحنين إلى “الأصفر” بعد (الجحود) من “الأزرق” وإن لم يظهر إلى العلن من قبل الحارثي، فإن إدارة النصر قالت بالصوت العالي: اللاعب أصبح من الماضي، متهمة إياه بأنه رفض كل عروض ناديه، حتى بلغ الأمر بجمهور النصر إلى حد نعته بـ”الخائن” و “المخادع”. أفول نجم الحارثي مع النصر بدأ في 2008 إثر إصابة بليغة أبعدته مدة عام، مما أجبره على البحث عن وجهة أخرى، فاستقر مع الغريم التقليدي الهلال منذ يناير 2012 ولكنه لم يُعطَ الفرصة الحقيقية كي يفرض نفسه مع فريق يعتمد على رأس حربة واحد، ومع مجموعة لاعبين كثر في هذا المركز، ومع خمسة مدربين (دول، هاستيك، كمبواريه، زلاتكو والجابر)، وقد فاز بصورة (شكلية) مع الهلال بكأس ولي العهد مرتين، لم يكن في إحداهما على مقاعد الاحتياط، ولم يترك من بصماته سوى الهدف “العالمي” والوحيد للهلال في مرمى يوفنتوس (1-7) في مهرجان اعتزال محمد الدعيع، والهدف “الآسيوي” الرائع في مرمى الريان القطري، إضافة إلى هدفين فقط في الدوري، علماً بأنه لعب في الموسمين الأخيرين 17 مباراة، 3 فقط منها أساسياً. سعد الحارثي لاعب كرة قدم غير محظوظ، فليس في سجله إنجازات مع الناديين اللذين لعب لهما سوى كأس الأمير فيصل بن فهد (مع النصر) وكأس ولي العهد مرتين (مع الهلال). أما على الصعيد الفردي فقد اكتفى بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي واعد في استفتاء مجلة “الحدث الرياضي” عام 2005. سعد الحارثي هذا المهاجم من الطراز الأول الذي يملك مقومات المهاجم المشاغب والقناص، كان أفضل هداف محلي في موسم 2004 – 2005 وكان واحداً من هدافي منتخب المملكة في تصفيات مونديال 2006، يقوم وكيل أعماله بتسويقه في الخليج ولايجد الحنين إلا من أحد أبناء النصر علي كميخ الذي يحاول إقناعه بالانضمام معه إلى نادي الفيصلي الأردني، ولكنه مقتنع بأنه إذا لم يجد النادي الذي يتناسب مع إمكاناته وتاريخه سواء مع الأندية أو مع المنتخب، قد يعلن اعتزاله في أي لحظة. سعد الحارثي الذي سمّوه “سعد العرب” لم يكن سعيداً في كرة القدم مع إنه كان موهوباً وتقنياً.. ولست أدري من يغني لمن، أغنية وديع الصافي “ولو هَيك بتطلعوا منا” سعد الحارثي أم النصر؟