كأنها نهاية العالم عند “الأمة الهلالية”، وكأن الفريق الأزرق يخرج من البطولة الآسيوية للمرة الأولى، وليس للمرة السادسة على التوالي، وكأن رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد لم يفعل شيئاً ولم يحقق أي بطولة ولم يدفع أي مليون، ولم يضحِ بوقت ولم يُحرم من راحة.. وكأن الهلال فريق غير منظور وغير ملموس وغير قابل للخسارة. الهلال يبقى أفضل من غيره، فهو على الأقل الفريق الذي لا يخرج من أي موسم إلا بلقب على الأقل، والشواهد المغايرة حوله كثيرة حيث اللقب الواحد هدف منشود من سنوات وسنوات.. فكيف لا يهز هذا الواقع رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي فيما يصبح رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد في مهب ريح بعض من جمهور وبعض من مثرثري قنوات التواصل الاجتماعي وبعض من كتاب تكثر أقلامهم حين يقع الفريق. تابعتُ المباراة وكنتُ من الحانقين والمخنوقين في الشوط الأول وتعجبت كيف لم يستطع المدرب السابع للهلال في موسمين (!!) إيجاد حل لخلل خط الدفاع، خاصة بعدما كادت معظم الأهداف التي تدك شباك الهلال تأتي من أخطاء دفاعية واضحة، ولكني في الشوط الثاني احترت لمن أعزو التبديل الكبير للفريق السعودي، للمدرب الذي أنزل الشلهوب وبيونج سو، أم لهذا اللاعب الموهوب؟ وفي النهاية أرسلت للفريق بأكمله تحية من بعيد مثلما استرد الهلاليون روح الفريق التي كانت ذهبت بعيداً في الشوط الأول، ولم أسخر من اعتبار زلاتكو سوء الحظ السبب في خسارة فريقه ولكن يجب أن نضيف سبباً هو بطء اللاعبين في منطقة الخصم وتعثر سالم الدوسري في الكرة التي كانت ستفتح طريق التأهل أمام الهلال.. لقد أظهر الهلال في نصف الساعة الأخير ملامح الفريق البطل الذي لا يستكين ولا يستسلم وهو متأخر على أرض الخصم بثلاثة أهداف، وكان قوب قوسين أو أدنى من قلب الطاولة في أي لحظة ولكن قدر الله وما شاء فعل.. وهذه هي كرة القدم.. الهلال يمضي موسمين صعبين بعد عام 2010 الزاخر وما قبله وما قبل قبله، وهذه الحالة تستدعي التغيير ولكن بتروٍ وبهدوء وبدراسة بعيداً عن انفعال اللحظة، ومن هنا تمنيت لو أن جملة (أنا ماشي.. تحدثوا مع الإدارة الجديدة) لم يتلفظ بها الأمير عبد الرحمن بن مساعد، فالقرار المسؤول لا يعلن بمثل هذا الظرف ولو أنه متخذ مسبقاً، فالأمور السلبية لا تواجه بمواقف سلبية تزيد من إحباط الفريق ككل والجمهور، أقول ذلك وأنا على يقين بأن الرئيس الهلالي على قدر المسؤولية ومواجهة الصعاب، وشفافية الشاعر وإرهافه لا يجردانه من صلابة الرجال، بل يساعدانه على معالجة الأمور بهدوء وبأمل، فالشاعر يرى النور حتى في الوردة الذابلة. أدهى ما حصل من ردود فعل على خروج الهلال أمام فريق قطري كبير وإمكاناته غير محدودة، هو أن الإعلام السعودي، أجرى التغييرات في الهلال بمجرد أن أطلق الحكم الصفرة الأخيرة: الأمير بندر بن محمد رئيساً جديداً، سامي الجابر مديراً فنياً مع طاقم محدد وبرنامج جاهز، طرد المحترفين الأربعة...و...و...