النصر لم يعد اسماً على مسمى من حيث الفوز بالبطولات، ولكنه بات مرادفاً لكلمة الصمود وعنواناً للنادي المضاد للإحباط، لقد اعتدنا على جمهور النصر ساخطاً وغاضباً ومنتقداً لكل الإدارات ابتداء من تلك التي ترأسها الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود ـ رحمه الله ـ وحتى هذه الإدارة برئاسة الأمير فيصل بن تركي الذي ربما يكون الأكثر قدرة على امتصاص نقمة الجمهور والأكثر مناعة في مواجهة تفشي ظاهرة الاعتراض على كل شيء، ولكن هذا الجمهور لم يتخل أبداً وفي كل الظروف عن الفريق، وليس أدل على ذلك من المواكبة الكثيفة للفريق برغم عدم الصعود إلى منصات التتويج في البطولات الكبرى منذ سنوات، وبالطبع فلن نصنف خروجه من المدرجات بعد الهدف الأهلاوي الثالث، في خانة التخلي واليأس هذه حقائق باتت لا تخفى على أحد، وهناك حقيقة يدركها الجميع وهي أن الفريق الكروي في نادي النصر قد تطور كثيراً خصوصاً هذا العام حيث وصل إلى نهائي كأس ولي العهد وتقدم إلى المركز الرابع في الدوري، ولكنه واجه ظروفاً قاسية جعلت أداءه في المراحل الأخيرة من الدوري متراجعاً وظهر ذلك في أبهى صوره حيث خسر مباراتي دور الثمانية في كأس الملك للأبطال أمام الأهلي ذهاباً وإياباً وبالنتيجة القاسية ذاتها (1ـ3). وكان رئيس النصر صادقاً في القول إن فريقه كان الأكثر عرضة للإصابات، فيكفي أنه خسر اثنين من أعمدته (أيوفي وحسني عبدربه) وخصوصا أيوفي الذي أعطى المدرب كارينيو مقارنة واقعية حين قال إن لاعبه هو بمنزلة فيكتور في الأهلي وويسلي في الهلال وتيجالي في الشباب. والحق يقال إن أيوفي هو المحترف الوحيد في النصر الذي يعتبر غيابه خسارة حقيقية ومؤثرة.. لقد تعرض النصر لظروف طارئة أوقفت انطلاقته القوية هذا الموسم في الرمق الأخير، ولكن "الفريق الآخر" في النصر المتمثل برئيسه الأمير فيصل بن تركي، رفض مرحلة الرمق الأخير، فها هو حتى بعد الهزيمتين المؤلمتين أمام الأهلي، يقف صلباً معانداً كل الأنواء، مقلعاً عن تحميل الحكام مسؤولية الخسارة مستخدماً عبارة "التبجح" بأي شيء تحكيم أو غيره، مؤكدا أن فريقه لم يقدم المستوى المطلوب وأن الأهلي كان الأفضل.. لقد استبق الأمير فيصل بن تركي تداعيات الخسارتين أمام الأهلي وفقدان الأمل بأي لقب هذا الموسم حين أكد أن المدرب كارينيو باق حتى نهاية عقده الموسم المقبل وأن حسين عبدالغني الذي أثيرت اعتراضات قوية حين التعاقد معه قبل سنتين باق إلى جانب محمد نور الذي أخذ الرئيس على عاتقه الرهان على نجاحه.. كما استبق الرئيس الأمير أي حملة منتظرة لاستقالة الإدارة، حين أكد أنه باق حتى نهاية ولايته الأولى وأنه سيعمل بكل طموح.