منذ أن أعلن صديق الجميع الدكتور حافظ المدلج اطلاق "حملته" الانتخابية وترشيحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي والحزن لا يفارقه في كل المحطات، فهو لم يكن "مرشح دولة" ولا حتى "مرشح اتحاد".. هو مرشح وحسب، يريد احياء ذكرى رجل رحل كانت لديه "أسلحة متنوعة" في معاركه الانتخابية سواء في الاتحاد الآسيوي أو في الاتحاد الدولي، بينما لا يحمل صديقنا سوى "سلاح الكفاءة" والقبول من الجميع، وهذا وحده "لا ينصرف" في دهاليز الانتخابات، أي انتخابات حتى تلك التي تقام في مجالس الأهل في المدارس وفي لجان الأبنية، فكيف الحال والانتخابات على مستوى أكبر قارة في العالم، مرشحونا العرب ثلاثة كلهم من الأخيار وكل منهم رفع شعاراً: المدلج واسمه الصغير حافظ اختار (حافظ على آسيا) ويوسف السركال (كرة القدم في القلب) والشيخ سلمان بن إبراهيم (آسيا متحدة) وبعدما تمخضت كل المحاولات للتوصل إلى المرشح التوافقي الذي اتخذه الدكتور المدلج هدفا ومبرراً لترشحه، عن مزيد من الاصرار على المضي في الترشح، وكان الشيخ آل خليفة الأكثر تصميماً على المضي بالترشيح والعمل على جمع الأصوات، ويؤكد ذلك عدم حضوره اجتماع غرب آسيا الذي دعا إليه الأمير علي بن الحسين في عمان، وإعلانه مسبقاً عدم حضور اجتماع كوالالمبور في اليومين المقبلين، فيما السركال أكثر تأكيد على فرص نجاحه، أما المرشح السعودي فلا يزال ينتظر دعماً سواء أكان "مرشح دولة" أو "مرشح اتحاد" وأعتقد أنه ازداد اقتناعا في قرارة نفسه بأنه خارج الحسابات حين رمى الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة الكرة في ملعب "المرشح الحزين" برفضه أن يعلن انسحاب الدكتور المدلج من سباق رئاسة الاتحاد الآسيوي قائلا: المدلج هو من يحق له الإعلان عن ذلك.. وترك الأمير للمدلج أمر تحديد موعد انسحابه "فقد أدخلناه كمرشح للتوافق وليس لبعثرة الأصوات وما دام أنه لم ينجح بذلك فهو الأدرى بموعد إعلان انسحابه.." هذا الكلام الجديد ربما يفسر بأنه دعوة غير مباشرة للمدلج للانسحاب، وخصوصا أن الرئيس العام لرعاية الشباب كشف عن اتجاه السعودية بقوة لخطف منصب رئيس الاتحاد الآسيوي ولكن ليس الآن بل في 2015 وذهب الأمير نواف في تأكيد كلامه على القول إن دعماً أوروبيا ودوليا كبيرا يلقاه التوجه السعودي، وفي رأيي أن هذا الكلام الواثق جدا من الأمير نواف بن فيصل يعني أنه هو شخصيا سيكون الرئيس المقبل للاتحاد الآسيوي، خصوصا أنه أعلن أن هناك شخصيات كبيرة في الكرة العالمية اتصلت به وطلبت منه أن يكون كرسي الرئاسة سعودياً، ونذكر هنا أن الأمير نواف رفض رفضا قاطعاً أن يكون هو الشخصية السعودية التوافقية في هذه المرحلة.. ومهما كان الشخص الذي سترشحه السعودية لرئاسة الاتحاد الآسيوي لولاية كاملة في العام 2015 فإن المهم في هذا الكلام الجديد هو "أن السعودية ستعود لتتسيد المشهد الآسيوي بعد أن غابت طويلاً عن اللعب القيادي الإداري" وهنا أستذكر ما قلته في هذه الزاوية قبل أسابيع أن "ترشيح المدلج يزيل طحالب البركة السعودية" وهنا نستذكر كلنا الراحل عبدالله الدبل – رحمه الله.