المرة الأولى التي أتيح لي أن أتعرف على المهندس محمد الفايز رئيس اتحاد جدة السعودي عن كثب كانت مناسبة نهائية كأس ولي العهد في مقصورة ملعب الملك فهد الدولي حيث تابعنا المباراة على مقعدين متجاورين، يومها لمست أن الرجل مظلوم، وهذا شعور طافح في نفسه، ويومها قلت له لو أن هذا الحوار العفوي كان على الهواء لكنت نجحت في تغيير آراء البعض ممن ينعتون إدارتك بالفاشلة، طبعاً إذا لم يكن هناك من هو مصمم في الأساس على إلصاق السلبية بكل أعمال إدارتك لغاية في نفس يعقوب.. والحق يقال إن رئيس الاتحاد أسهب في تأكيد حجم العمل الكبير الذي قام به مع مجلس الإدارة، وخصوصاً لناحية التركة الثقيلة في الحسابات المالية وتلكؤ أعضاء الشرف في تقديم الدعم، وركز على أنهم بذلوا جهوداً مضنية لمجابهة من أرادوا عرقلة أعمالهم.. ولكن الجمهور والمحبذين والمتابعين لا يحكمون إلا على ما هو ظاهر في النتائج السيئة جداً لفريق كرة القدم هذا الموسم على وجه الخصوص، وهي عديدة ولكن عنوانها الأبرز هو تحول العميد من منافس دائم مع الهلال على الألقاب إلى (محارب) للحصول على مركز في كأس الملك للأبطال، فهو في مركزه السابع مهدد من ناديي الرائد ونجران، والفارق البسيط حالياً لمصلحته قد يتغير مع المباريات الثلاث المتبقية من دوري زين.. ولا أحد بإمكانه إنكار أن نادي الاتحاد في حالة تخبط واضحة، في وقت لا يزال الرئيس ممتعضاً من ترك أعضاء الشرف له ومن عدم تركه من قبل الآخرين يعمل بجهود ذاتية يكاد يصفها بالعمل المتفاني، وقد تساءلت مراراً وفي كل مرة تبرز أزمة جديدة للنادي: كيف تسير الأمور وكيف تحضر الأموال الطائلة لصفقات انتقال اللاعبين مع التأكيد على عدم وجود داعم ولا فاعل ولا مؤثر.. الآن أقدمت الإدارة الاتحادية على خطوة مبهمة الأسباب والأهداف، ولا يبدو أنها تصل إلى شيء مثل صدمة إيجابية، أو إلى تصميم الإدارة على إثبات سلطتها ونفوذها وفرض كلمتها العليا ولو على حساب لاعبين حملوا النادي في كل الظروف وحملوا له الكؤوس والانتصارات.. وهنا يتساءل المرء إذا كان الحديث عن محمد نور فقط، ماعدا مابدا حتى تنقلب الأمور رأساً على عقب من تكاتف الجميع لمطالبة قائد النمور بعدم ترك النادي، حيث أصر قبل سنوات قليلة على الاحتراف خارج النادي وخارج المملكة، وتقوم الدنيا ولا تقعد حينها حتى يبقى رمز الفريق. وماذا فعل محمد نور حتى يضعوه خارج النادي وبتدبير “الإبعاد المؤدب”، لقد كان ذلك بمثابة من يطلق النار على نفسه، أو من يحرك عش الدبابير.. أعتقد أن ذلك عمل خاطئ خاطئ.