|


سعيد غبريس
قضى لي ولمجلتي حاجة
2012-12-28

كيف لي أن أنسى من فتح لي الطريق لأحج إلى بيت الله الحرام، ومن اختارني من عشرات المدعوين من أنحاء العالم من المسؤولين الإعلاميين لأكون بين سبعة أشخاص إلى مائدة الوزير وبالقرب منه في حفل العشاء الرسمي للوزارة، وقبل ذلك إلى مائدة خادم الحرمين الشريفين وقائد الحرس الملكي.. الأمير تركي بن سلطان ـ رحمه الله ـ خصني بهذا التكريم وأنا الإعلامي الرياضي بين وزراء إعلام ومدراء إذاعات وتلفزيونات. كيف أنسى هذا الإنسان الذي شرحت له بكلمات قليلة حاجة مجلة "الحدث الرياضي" إلى دعم مالي عن طريق اشتراك الوزارة بعدد من النسخ، في ظل انحسار الإعلان في الصحافة المكتوبة.. هذا الإنسان الذي أوكل على الفور لأحد مساعديه إبراهيم الرميح مهمة تحويل موافقته الكريمة الشفوية إلى موافقة رسمية على الورق.. وفاة الأمير تركي بن سلطان بهذا الشكل المفاجئ صدمت بالتأكيد كل العاملين معه، وأحزنت من تعامل معه وعرفه، ومما زاد في حسرتنا على فقدانه ما بدأنا نسمعه عن أعماله الخيرية والإنسانية، وما كنا لنتعرف بالتفصيل عن مناقبه كموظف حكومي مسؤول.. ولو لم يحصل أن طلبني أنا والصديق الدكتور حافظ المدلج للقائه مباشرة بعد انتهاء حلقة من برنامج "إرسال" الذي كنا ضيفيه على الهواء مباشرة.. ولو لم يناقشنا في المواضيع التي تحدثنا فيها في الحلقة.. لما كنت الآن موقناً بصورة كلية لما يقال عن متابعته لكل شاردة وواردة في نطاق عمله، وخاصة القنوات الرياضية التي كان يشرف عليها إشرافا حقيقيا.. ولعلي ممن لا يقولون عن الزميل عادل عصام الدين إنه يبالغ حين يتحدث عن الاتصالات والمكالمات الطويلة من الأمير تركي التي تتعلق بأدق التفاصيل.. فقد كنت شاهداً مرات كثيرة حيث أكون في مكتب المدير العام للقنوات، وآخرها الأسبوع الماضي. خسرناك يا تركي بن سلطان بعدما خسرنا الأمير فيصل بن فهد، أنت وهو ممن كنتم مهتمين بقطاع الشباب والرياضة، لقد أسهمت في تطوير الإعلام الرياضي حين فعلت القنوات الرياضية وجعلتها أكثر حيوية بالجوائز السنوية التي تطورت من عام لآخر.. أنا شخصياً حزنت لفقدانك، وكنت أصفك بالديناميكي وبالعملي وكنت متفاجئاً من متابعتك لبرامج القنوات الرياضية واعذرني لأنني كنت أعجب لهذا الأمر.. رحمك الله.