الآن، ليونيل ميسي هو اللاعب الأعظم في كوكبنا، والأرقام تؤكد ذلك، الأرقام الموثقة والتي نتابعها ونعيشها وليس على طريقة البرازيلي روماريو، حين أخذ يجمع مباريات من هنا ومباريات من هناك، حتى إذا كانت مباريات شاطئية ليثبت أنه هو صاحب الأرقام والقياسية وليس الملك بيليه، الذي لا يجب أن يقارنه أحد بلاعب آخر، وذلك بأمر من الأرقام والألقاب.. "فالجوهرة السوداء" سجل 1174 هدفاً مع سانتوس وكوزموس ومنتخب البرازيل، وحين ادعى روماريو الذي بات الآن نائباً في البرلمان البرازيلي أنه سجل أكثر من بيليه وقدم رقماً، حذف له (فيفا) 77 هدفاً "غير شرعي" ليرسو عدد أهدافه المعترف بها على 1007 أهداف، كنت طوال السنوات أحب روماريو ولا زلت، ولكنه "نقص من عيني" عندما "دق" بالملك الشرعي والحقيقي لكرة القدم على مر الأجيال والقرون.. أنا لا أحب ميسي مثلما أحب رونالدو البرازيلي ورونالدو البرتغالي، ولكنه أسرني بإنجازاته وبسلوكه وبأخلاقياته وربما "الكاريزما" التي تنقصه تبقى الفارق الذي يميز البرازيلي والبرتغالي، ولكن ذلك لا يحجب الحقيقة الساطعة: ميسي هو الأفضل الآن وسيبقى الأفضل لسنوات إن لم تضربه الإصابات التي أوقفت مسيرة رونالدو البرازيلي بعدما وصل إلى المرتبة الأعلى بين نجوم الأرض.. أرقام ميسي مخيفة، كانت كذلك حتى قبل أن يحطم رقم الألماني مولر في عدد المباريات خلال عام واحد، ولا مجال لحصرها فسجله يتبدل باستمرار وإنجازاته لا تتوقف، يكفي أنه سجل 46 بالمئة من أهداف برشلونة هذا الموسم، وبدأ يوسع الفارق بين رقمه الجديد ورقم مولر يصل إلى 88 هدفاً، بين أهدافه خماسية في دوري الأبطال الأوروبي وفي مرمى ليفركوزن الألماني، يسجل "سوبر هاتريك" 3 مرات و"الهاتريك" 19 مرة و"الدوبليه" 63 مرة، سجل في الدوري الإسباني للموسم الماضي 50 هدفاً.. بالطبع لا مجال لسرد كامل السجل.. ميسي، هذا "العبقري الصغير" تواجهه الآن موجة تشويش على طريقة روماريو، وخلال يومين برز "مدعيان" بأبوة الرقم القياسي العالمي في المباريات لعام واحد، لاعب كبير من زامبيا يدعى جودفري شيتالو ويدعي أنه سجل 107 أهداف في العام ذاته الذي سجل فيه مولر أهدافه القياسية (85) أي في العام 1972 ولكن ليس هناك توثيق بل تسويق للرقم وهذا ما يعترف به الاتحاد الزامبي الذي أوضح أنه لم يرسل هذه الأرقام موثقة للفيفا ولكنه سيفعل الآن.. غير أن الأمر العجيب هو: لماذا لم يظهر شيتالو هذا (مع احترامنا لتاريخه ولوفاته بحادث طائرة أودت بحياة الفريق الزامبي الذي كان يدربه في 1993). في حينه حين توج مولر ملكاً للأهداف ليس هذا هو الوحيد، بل ظهر حامل "مكتوم" للرقم العالمي، ولكن للأسف من لاعب مصنف من جيل العباقرة البرازيليين.. زيكو محبوب الجماهير الذي تولى قسم التراث في نادي فلامنجو إظهار (حقه المسلوب) التأكيد بأن زيكو سجل 89 هدفاً في عام 1979 بينما 8 مع منتخب البرازيل، لو سلمنا جدلا بأن الأرقام ككمية ليست مع ميسي، ولكن لحظة تأمل في إنجازات اللاعب الأرجنتيني، سواء لجهة المناسبات أو الأندية تجعلنا نسقط كل تلك الأرقام.. فميسي يلعب مع برشلونة ومع منتخب الأرجنتين ويهزم الفرق الكبرى في أوروبا والمنتخبات الكبرى في العالم.