أعترف جهارة أني كنت أهلاوياً في سباق قطبي جدة إلى النهائي الآسيوي، وأعتقد أن من شاهد المباراتين وليس له أي انتماء لأحد الفريقين سيكون في صفي لأنه بكل بساطة الأهلي أجدر بالفوز والأنسب في تمثيل الكرة السعودية، ولا داعي هنا للقول بأن الاتحاد الأكثر خبرة في آسيا يوفر الفرصة أكثر من الأهلي للكرة السعودية في إعادة كأس آسيا إلى المملكة، وهي الكأس الهاربة منذ العام 2005 فالتاريخ هو للتمجيد فقط ولا يقدم أو يؤخر في جلب البطولات. سررت بكل صراحة، لفوز الأهلي بالرغم من محبتي وصدقاتي لمعظم لاعبي الاتحاد، وبالرغم من أن الأهلي وعلى صعيد بعض إدارييه ما زالوا غاضبين عني بسبب تلك الحلقة في برنامج (يللا جول) على شاشة الفضائية اللبنانية (Lbc) بالرغم من مرور سنوات، تلك الحلقة التي سميت آنذاك بـ"أم الحلقات" والتي أوجدت شرخاً في أسرة النادي الأهلي بسبب التصريحات المثيرة للأمير منصور بن مشعل الذي كان آنذاك مسؤولاً عن الفئات السنية في الأهلي. فرحت بتأهل الأهلي بدلاً من الاتحاد لأن "الراقي" في هذه الأيام أفضل من "العميد" في كل شيء، فالأفضلية الفنية حسمها الملعب لمصلحة الأول والأفضلية الإدارية هي لمصلحته أيضا، يؤكد ذلك الاستقرار في الإدارة وفي الجهاز الفني، وانتفاء المشاكل المالية التي يغرق فيها الثاني، وخير دليل على ذلك أزمة البرازيلي دي سوزا والتي ألقت ببعض من ظلالها على الفريق الاتحادي في لقائه الثاني الآسيوي، وفي هذا الإطار يبدو الأهلي متماسكاً وله مرجعية فاعلة ومتواجدة ميدانياً وتضخ السيولة بدون تعيير، أعني بذلك الأمير خالد بن عبدالله. هذه العوامل المريحة للأهلي، وهذه الجهوزية الفنية والإدارية تجعلنا مطمئنين إلى التمثيل القوي للكرة السعودية ولكني في المقابل تحسرت لإقصاء الاتحاد من منطلق حبي للكرة السعودية، لأن "العميد" لو أكمل لكانت تنتظره في حال الفوز بالكأس إنجازات عدة، أبرزها احتفاظه بالكأس الآسيوية إلى الأبد، وتعزيزه بالتالي سجله غير المسبوق في هذه البطولة علاوة على فرصة محمد نور بتحطيم الرقم القياسي كأفضل هداف في تاريخ البطولة، ولم يفصله عن ذلك سوى هدفين، وكذلك خروج زميله المهاجم الخطير نايف هزازي من سباق أفضل هداف في البطولة الحالية، وإن كان يفصله عن ذلك عدد صعب التحقيق في مباراتين وهو 4 أهداف.