لم نشاهد الهلال بمثل هذا الانكسار والانهزام وانعدام الروح والاستسلام والضياع والعجز، نعم شاهدناه يخرج من البطولة الآسيوية قبل ذلك ثلاث مرات وفي عقر داره أمام زوب آهن الإيراني والوحدة الإماراتي وأم صلال القطري، ولكن ليس بمثل هذا الأداء الهزيل وهذا التراخي وهذا البطء. لم يكن "الزعيم" أمام أولسان الكوري الجنوبي له براثن ولا أنياب، ولا خطوط ولا خطط ولا مدرب، لم يكن له سوى جمهور خذله لاعبون شاردون تائهون غير آبهين بغزو الديار من خصم صال وجال بلا رقيب وبلا حاجز في طريق مفتوح إلى العرين، وإلى منزل مشرع الأبواب. صدمة كبيرة من فريق صحح اتجاه البوصلة في البطولة المحلية وتقدم بخطى وئيدة وبأهداف غزيرة، ليقع في العقم والشح فلا يسجل هدفاً في مباراتين ويستقبل خمسة بمفارقة عجيبة: أربعة منها على أرضه.. عشر سنوات لم يفلح خلالها ثلاثة رؤساء في إعادة الهلال حتى إلى النهائي الآسيوي بعدما كان زعيم الألقاب الآسيوية، فلم يصل أبعد من الدور نصف النهائي، ومرة واحدة، ومرتين لربع النهائي، فهل هذا على قدر لقب نادي القرن؟ هل كان وجود سامي الجابر عائقاً أمام المنصة الآسيوية، وهل تسبب ابتعاده بهذا الخروج المعيب؟ وهل إعارة ياسر القحطاني إلى العين الإماراتي غيبت الهلال عن اللقبين الرئيسيين العام الماضي، وهل غيابه عن المباراة الآسيوية أفضى إلى هذه النتيجة المخزية؟ هل تكون ارتدادات هذا الزلزال بإقالة المدرب الفرنسي كومبواريه واستقالة الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد، وتغيير طاقم اللاعبين الأجانب في فترة الانتقالات الشتوية؟ هل نحكم على البرازيلي ويسلي لوبيز بالفشل وهو متصدر قائمة هدافي دوري زين.. وهل تتحول المدائح إلى شتائم لمجرد أن هذا اللاعب لم يوفق في مباراة؟ لقد أضاع هلال هزيل على الكرة السعودية فرصة إعادة تلميع الصورة، وفرصة أن يكون النهائي الآسيوي سعودياً سعودياً، والبركة في قطبي جدة اللذين ضمنا مكاناً للكرة السعودية في النهائي لعل اللقب يعود إلى المملكة بعد غياب ست سنوات، ولعل الأهلي يدخل الدائرة الضيقة للفائزين ببطولة آسيا في النسخة الجديدة، أو لعل الاتحاد يعزز الرقم القياسي باللقب الثالث ويحقق التأهل الثاني لكأس العالم للأندية.