في كل تاريخ المشاركات في الدورات الأولمبية لم يحقق العرب أكثر من 4 ذهبيات في دورة واحدة، كان ذلك في أولمبياد أثينا 2004 أما أكبر عدد من المباريات المختلفة فهو 13 في دورة سيدني 2000 ولكن بينها واحدة ذهبية فقط، أما إذا عدنا على الغلة الأقل فسنجد ميدالية برونزية واحدة حققها المصارع اللبناني حسن بشارة باسم كل المشاركين العرب. صحيح أن الغلة الغربية في أولمبياد لندن 2012 كانت أكثر من غلة أولمبياد بكين 2008 (12 مقابل 7) وكذلك هي الحال بالنسبة للذهبيات (2 مقابل 1) ولكننا لم نقتحم ميداناً جديداً فبقينا في نطاق الألعاب التي دأبنا على الفوز بها منذ 84 عاماً، بل إننا غبنا تماماً عن ألعاب سبق وحصدنا من خلالها العدد الأكبر من ميدالياتنا مثل الملاكمة ورفع الأثقال والغطس والتايكوندو، كذلك بقينا كالعادة خارج دائرة ميداليات الألعاب الجماعية. ولا يخفى على أحد أن عدداً لا بأس به من ميداليات العرب الـ12 في لندن، تحققت بفضل رياضيين مجنسين، ولكن لا بأس في أن يكون أحد هؤلاء من “إنتاج” أكاديمية اسباير في قطر (معتز برشم صاحب برونزية الوثب العالي) فهذه “الصناعة” الوطنية أو القومية، تضاهي صناعة فرنسا والولايات المتحدة التي فبركت بطلا عربيا هو الأبرز في المضمار العالمي، نعني السباح التونسي أسامة الملولي الذي بات السباح الأول في التاريخ الذي توج في سباقات الحوض والمياه المفتوحة. يشهد أولمبياد لندن للعرب في أول مشاركة نسائية من السعودية وقطر وأول ميدالية نسائية خليجية (البحرينية مريم جمال الفائزة ببرونزية 1500م عدو) إضافة إلى أول ميدالية نسائية لتونس (العداءة حبيبة العريبي المتوجة بفضية 3000م موانع). لعلي أعتبر ميدالية معتز برشم الأكثر قيمة وأهمية من كل الميداليات العربية، كون هذا الرياضي ربيب أكاديمية عربية، وهذا ما يعيدني إلى أربع سنوات مضت، حين أطلق الراحل أنطوان شويري رئيس نادي الحكمة اللبناني مشروع “صناعة بطل أولمبي” عن طريق تحضير خامات رياضية وصقلها في مدة أربع سنوات، بتكلفة خمسة ملايين دولار يتم جمعها من مؤسسات وشخصيات داعمة للرياضة، ولكن هذه البادرة لم تر النور لأن صاحبها انتقل إلى دار الحق فهل من شويري جديد في دنيا العرب؟.