صحيح أن المنتخبات المشاركة في كأس العرب التاسعة في الطائف وجدة تضم في معظمها لاعبين أساسيين , لكن بعدد محدود , وصحيح أيضا أن المنتخب السعودي ضم لاعبين من الفريق الأول ولكن بعدد أقل , وهذا لا يبرر أن يكون ( الأخضر ) هو الأضعف بين الفرق المتأهلة للدور نصف النهائي , ولا ميزة فيه من ناحية النتائج سوى تسجيله ستة أهداف أقل بهدفين من أهداف المنتخب المغربي , علما أن فوز كل منهما بأربعة أهداف ( السعودية أمام الكويت و المغرب أمام البحرين وأمام اليمن أيضا ) هو ما ميزها تهديفياً .
وجاء الإقصاء عن المباراة النهائية بعد الخسارة بهدفين نظيفين أمام ليبيا , ليجعل المركز الثالث أفضل طموح للمنتخب السعودي الذي يلعب على أرضه سواء في الطائف أو في جدة , لتستمر المسيرة السلبية مع المدرب الهولندي ريكارد , الذي عزا الأسباب إلى عدم الاستعداد إلا قبل أسبوع وعدم انخراط اللاعبين في التمارين مدة شهر قبل البطولة و لم ينسب التوقيت السيئ والظروف التحكيمية والنقص الكبير في الخبرة لدى اللاعبين السعوديين خصوصا أن بعضهم انضم للمنتخب لأول مرة وهم صغار السن .
كان من الأفضل للمدرب الهولندي ألا يلجأ إلى تبريرات النتائج السيئة للمنتخب السعودي في كأس العرب , وكان حري به أن يركز على تكوين منتخب فتي , وهذا ما مر عليه مرور الكرام حيث تحدث عن دمج مع منتخب 22 عاما بالتنسيق مع المدرب الوطني خالد القروني ,
وكان ريكارد مصيبا حين طلب عدم استعجال الشارع السعودي لقطف النتائج , ولكن المصيبة أن السعوديين صابرون منذ سنوات , ولعله لا يتحمل وحده عبء الوصول إلى المستوى الياباني الراقي , فهذا المنتخب كان ضعيفا ثم بات الأضعف , مهما تفتقت عبقرية من يطلب منه الاسطورة ( كرويف ) العودة لتدريب المنتخب الهولندي لإنقاذه من براثن الفشل الأخيرة في بطولة أوروبا 2012, ومهما اجتهد ريكارد مع اللاعبين السعوديين وأوجد مشاتل عدة وقطف زهرة من مشتل , فإن الكرة السعودية لم تتجه بعد صوب الدرب اليابانية ولا الكورية ولا حتى الصينية ..
نرجو أن يكون ريكارد صادقا في توجهه نحو دراسة مستقبلية للفريق الأول وجميع المنتخبات , لا أن تكون تصريحاته وقائية لأي اقاله .
ونرجو في الوقت ذاته ألا تتراجع القيادة الرياضية الكروية عن الإستراتيجية 22 في التأسيس لمستقبل زاهر وخلع رداءات التبرير الجاهزة لكل مرحلة إخفاق ..