حين أعلن سامي الجابر اعتزاله في 2007 وودع الملاعب في 2008 من خلال مهرجان كبير شارك فيه مانشستر يونايتد، بدأت التكهنات حول مستقبل هذا اللاعب الفذ الذي سمي بالأسطورة بعد مشاركته بأربعة كؤوس للعالم وخوضه 163 مباراة دولية، وصنفته أرقام مونديالية من بين مشاهير الكرة في العالم من حيث الإنجازات. لم يستسغ مجال "البيزنيز" وإن كان في الرياضة، ولم يجد نفسه خلف الشاشة محللاً رياضياً، ليس هذا هو موقع من أمضى عقدين مع منتخب المملكة ونادي الهلال ومن حقق 24 بطولة للنادي الأزرق كلاعب وستاً كإداري، فطموح سامي أكبر من ذلك وامكاناته تساعده على السمو في التفكير بما يتلاءم مع تاريخه الرياضي. لقد كان سامي الجابر أول لاعب سعودي يخوض تجربة الاحتراف في انجلترا (6 أشهر مع ولفرهامبتون عام 2000) وها هو يسطر في تاريخه وتاريخ الكرة السعودية بأنه أصبح أول مدرب سعودي يعمل في جهاز فني لفريق أوروبي. صحيح أن سامي لن يدخل الميدان التدريبي في أوروبا من الباب الكبير، لأن نادي أوكسير الفرنسي هبط إلى الدرجة الثانية، وهذا ليس مهماً لأن اللاعب السعودي السابق الذي مشي على الدرب الصحيح نحو تحقيق أحلامه بحصوله على رخصة التدريب من معهد بريطاني، يريد من تجربته الجديدة مواصلة الدراسة واكتساب الخبرات تمهيداً لأدوار رئيسية في مجال عمله الجديد. لقد اعتمد الأمير عبدالرحمن بن مساعد في رئاسته لنادي الهلال في السنوات الأربع الماضية على سامي الجابر كأحد أوراقه الإدارية، ولكن اللاعب السابق كانت عينه على النواحي التدريبية والأمور الفنية لذا قيل مراراً أنه مدرب من وراء الستار، ومثال على ذلك فوز الهلال بكأس ولي العهد بعد الاستغناء عن المدرب دول واسناد المهمة إلى مدرب الفريق الأولمبي بونان، وحينها قيل أن سامي كان هو المدرب الفعلي للهلال. وحين أتيحت الفرصة لسامي أن يكون مدرباً رسمياً ولو لفترة محددة، منع الاتحاد من متابعة الهيمنة على الهلال بعد فوزين متتاليين للأول. وحين أبدى رغبته بأن يكون المدرب الرسمي للهلال، تحفظت الإدارة ولم نقدم على عمل اعتبرته مغامرة، ولكن سامي كان واثقاً من نفسه بعد العمل مع أربعة مدربين عالميين، علاوة على أنه شارك هذا الموسم في دورة تدريبية على فترات في المعهد البريطاني للتدريب، ولعل هذه الضارة نافعة لأنها أوصلت سامي إلى أحد أهم المدربين الفرنسيين: غي رو الذي عاد لإنقاذ أكسير والذي قال إنه واثق من أن الجابر الذي كان متميزاً كلاعب سينجح في مجال التدريب. لقد كان سامي الجابر لاعباً ومدرباً في سنوات عطائه الأخيرة مع المنتخب ومع الهلال، وقد قال لي مرة ناصر الجوهر إن سامي كان في المنتخب بمثابة ظل لي.. أما كالديرون فقال: كان سامي عيني الثالثة والرابعة.