تسير الكرة السعودية من سيىء إلى أسوأ فبعد سلسلة التأهل الأربع المتتالية، بدأت سلسلة الإخفاقات والإقصاءات عن المونديال، ووصلنا بالأمس إلى المرة الثانية على التوالي، وبطريقة أكثر إيلاماً من الإقصاء من مونديال 2010 ذلك أن عدم التأهل في ذاك العام كان عبر الملحق الآسيوي أمام المنتخب البحريني، وأما هذا العام فكان الخروج من المرحلة الثالثة، ولو كان من الدور الرابع الحاسم، لكان هناك حفظ لبعض ماء الوجه. والأكثر إيلاماً هذه المرة أيضا أن المنتخب السعودي كان الأقل نقاطاً من الفرق الأخرى التي خرجت من المجموعات الخمس وفشلت في الظفر بالبطاقة الثانية، وبتعبير آخر إنه الأضعف بين الفرق التي نالت المركز الثالث في كل مجموعة. فالصين ثالثة المجموعة الأولى جمعت 9 نقاط والكويت ثالثة المجموعة الثانية جمعت 8 نقاط، وكوريا الشمالية ثالثة المجموعة الثالثة جمعت 7 نقاط، أما البحرين ثالثة المجموعة الخامسة فجمعت 9 نقاط، فيما جمعت السعودية ثالثة المجموعة الرابعة 6 نقاط. تأهلت خمسة فرق عربية إلى الدور الحاسم أي نصف الفرق العشرة التي ستتشكل منها مجموعتين والعراق وحده منها تأهل من المركز الأول وأمام فريق عربي آخر هو الأردن، وفي حين تأهل اللبناني بخدمة من الكوري الجنوبي المتغلب على الكويتي، وذلك بعد خسارة (منتخب الأرز) أمام نظيره الإماراتي الذي نال علامات الشرف الثلاث في كل مبارياته، انتزع القطري البطاقة برغم أن منافسه البحريني حقق ما لم يكن في الحسبان حين سجل 10 أهداف في المرمى الإندونيسي بدلا من 8 ولكن (العنابي) انتزع نقطة التأهل على أرض الإيراني. وإذاً، خرج صاحب أفضل الإنجازات العربية في آسيا قبل الجولة الحاسمة لمونديال البرازيل يشبع ذلك خروج الأولمبي السعودي من تصفيات أولمبياد لندن، ليحصل الارتداد في أروقة اتحاد الكرة السعودية الذي قدم استقالته، كخطوة تالية بعد سلسلة القرارات التي أعلنها الأمير نواف بن فيصل والتي من شأنها أن تسرع عملية تطوير الكرة السعودية. استقالة اتحاد الكرة ترمي كرة المسؤولية في ملعب الأندية حيث ستجرى انتخابات في نطاق الجمعية العمومية للمرة الأولى، فإذا تلقفت الأندية هذه الكرة تكون منسجمة مع مطالباتها بالتغيير، ولكن السؤال الكبير هو: هل يرغب الأمير نواف بن فيصل في رمي كرة النار، وهل إذا كان راغباً بإمكانه مغايرة رغبة الآخرين.