جملة المقررات التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم وأذاعها رئيسه الأمير نواف بن فيصل، هي أقل من ثورة وأكثر من انتفاضة، ليس في هذا الكلام مجاملة أو ممالقة، فالهدف هو تطوير الكرة السعودية ووضعها على السكة التي تمكنها من مواكبة التطور الحاصل في الجانب الآخر من القارة الآسيوية، والخطوات المتخذة، إن وجدت لها الآليات الصحيحة والعملية كفيلة بإحداث نقلة نوعية كمرحلة أولى نحو تحقيق الأهداف المرجوة. كان على الأمير نواف بن فيصل أن يعمل، وإلا فماذا كان سيتغير فيما لو بقيت الأوضاع على حالها، والنتائج آخذة بالتراجع على كل الأصعدة. المقررات تهدف إلى التغيير وإلى تحقيق بعض (المطالب التاريخية) فالذين كانوا يتساءلون عمن يحاسب اتحاد الكرة في حال تدهور النتائج، أصبح هذا (المحاسب) موجوداً بتشكيل الجمعية العمومية لاتحاد الكرة. والذين نادوا وكانوا محقين في العودة إلى تنظيم البطولات الكبرى في السعودية سيتحقق مطلبهم بالتقدم بطلب تنظيم بطولة أمم آسيا وكذلك كأس آسيا تحت 22 عاماً، وهذا من شأنه البدء بمزيد من التطوير في البنية التحتية وفي تهيئة الفرصة للكوادر السعودية الإدارية والفنية التي ترسل للدراسة في الخارج. والمشتكون من ضآلة مداخيل الأندية ستكون الزيادات مضاعفة ربما تصل إلى ثلاثة أضعاف، وهذا سيشمل أصحاب المراكز كلها من الأول إلى الأخير. وقد أقدم اتحاد الكرة على خطوة جريئة بتحويل دوري الدرجة الأولى إلى دوري محترفين، وهذا ما سيسهم في تطوير القاعدة الكروية وفي تحسين المستويات، خاصة أن أندية هذه الدرجة تشكو عدم الاستثمارات وهو ما لحظته المقررات الأخيرة. ولعل تفعيل عمل هيئة دوري المحترفين من خلال تحويلها إلى رابطة الأندية المحترفة، وتعزيز صلاحيات المدير التنفيذي محمد النويصر ليصبح رئيساً للرابطة ومن خلال إشراك الأندية بالمنافسة ومن ثم رفع التوصيات إلى اتحاد الكرة، كل ذلك سيصوب بعض الأخطاء التي كانت تحصل، ويجعل الجميع مشاركين في المسؤوليات. هذه القرارات التنظيمية لكرة القدم السعودية زينتها لمسة إنسانية بإنشاء صندوق الوفاء وبافتتاح الأمير نواف إيراداته بمبلغ مليون ريال، ومن شأن هذا الصندوق أن ينتشل من خدموا كرة القدم ومن ثم تعرضوا لظروف قاهرة ولم يعد لهم مصدر دخل.