|


سعيد غبريس
صيد حارس الشباك
2012-01-06
مهما بلغت شهرة ماجد عبدالله وسامي الجابر، فإن محمد الدعيع هو الأكثر شهرة بين لاعبي السعودية الذين تداولت أسماؤهم في الميادين الدولية.
فهو حارس القرن في آسيا، وهو عميد لاعبي العالم سواء استقر رقم مبارياته الدولية على 181 أو ارتفعت إلى 190 وهو واحد من أفضل 10 حراس في تاريخ كرة القدم، وهو الذي منحه موقع “الفيفا” لقب الأسطورة، الذي جاء تتويجاً لألقاب عدة أطلقها عليه الإعلاميون والجمهور وأبرزها الأخطبوط.
محمد الدعيع، واحد من لاعبين كبار قلائل اختاروا التوقيت الصحيح للاعتزال فبالرغم من قدرته على مواصلة اللعب بعد بلوغه سن الـ38 عاماً، فقد قرر “الاعتزال في الوقت الذي يصفق له الجمهور لا في الوقت الذي يصفر له”.
وأكثر من ذلك فإن الدعيع كان قرر الاعتزال قبل ثلاث سنوات، ولكنه أرجأ ذلك بناء لطلب سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز، ومحمد الدعيع واحد من لاعبين قلائل في الملاعب السعودية والعربية راعى إلى حد كبير متطلبات الاحتراف، ربما ساعده في ذلك سلوكه القويم وأخلاقه الحميدة، وحرص إلى حد بعيد على سمعته ومكانته حين توارى ليفسح في المجال أمام حسن العتيبي الذي اختاره جيريتس كحارس أول.
اعتزل محمد الدعيع بعد موسم تكلل بالنجاح (كأس الدوري وكأس ولي العهد ووصافة كأس فيصل) ليتوج 26 لقباً مع الهلال خلال 11 عاما، وليوقف مسيرة 22 عاماً مع الكرة أمضى 16 منها مع منتخب المملكة محققاً نجاحات باهرة (التأهل لكأس العالم 4 مرات والفوز بكأس آسيا وكأس الخليج وكأس العرب).
ترك محمد الدعيع الأخضر المستطيل وفي جعبته بطولات وألقاب وجوائز لا يحصدها إلا الكبار، وربما لا يشكل له عدم فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب عربي، أي حسرة، ولكن ذلك شكل في رأيي غصة في سجل هذه المسابقة على مدى 28 عاما، ذلك أنه في العام 1997 كان المرشح الأبرز للفوز بالجائزة، ولكن حسين عبد الغني خطف الأضواء في ذلك الوقت بعد اختياره ضمن تشكيلة نجوم العالم في مباراة خيرية، وفاز متقدماً على الحارس الأسطوري، وكانت من المرات النادرة أن يتنافس على الكرة الذهبية لاعبان من بلد واحد.
تحية لمحمد الدعيع على هذا العطاء الكبير وتحية لنادي الهلال الذي يعطي المثل في تكريم نجومه المعطائين.