|


سعيد غبريس
كتب عليك الغبن يا هريفي
2011-07-08
عرفت فهد الهريفي ثلاث مرات، أولها حين كان لاعباً بارعاً في نادي النصر والمنتخب السعودي، ولقب حينها بـ(الموسيقار) وهذا أمر لا يخفى على أحد من جماهير الكرة السعودية، وقد أجريت للهريفي عدداً من الحوارات في تلك الفترة ووضعت صورته على غلاف مجلة (الوطن الرياضي).
المرة الثانية التي عرفت فيها فهد الهريفي حين كنت أول من قدمه كمحلل رياضي في القنوات الفضائية من خلال برنامج (يلا قول) ومن ثم (الشوط الثالث) على مدى سنتين، وكنت أعلم في حينه أني سألقى انتقادات من (جهات معلومة) وهذا ما حصل، وهذا ما لم يتوقف حتى هذه الساعة على الرغم من انقضاء سنوات على تركه قناة إل بي سي الفضائية اللبنانية.
أما المرة الثالثة فكانت من خلال تواصلي معه على الصعيد الشخصي بعد انتهاء التعاون في الفضائية اللبنانية، وهي الفترة التي اكتشفت فيها شخصية أحببتها وقدرتها في فهد الهريفي، هي شخصية الإنسان الملتزم بعائلته والمضحي من أجلها حتى ولو كان ذلك على حساب إكماله نصف دينه، فقد كان يولي أهله عناية خاصة، حتى حين كان يتواجد في بيروت للمشاركة في البرنامج التلفزيوني ويتابع كل صغيرة وكبيرة تتعلق بوالدته واخوته وأخواته.
كنت أعلم أن الهريفي لم ينصف أيام كان نجماً كبيراً بل إنه قوبل بالإجحاف وبالعقاب والكل لا ينسى قصة إقصائه عن المنتخب ولمست عنده ألماً لا ينسى من تلك الفترة..
لقد عاشت افتراضية الظلم في نفس الهريفي وسيطرت على تصرفاته في بعض الأحيان، ونبهته كثيراً كي لا يتحول شعوره بالظلم إلى عدائية لنجوم هذه الأيام، إذ زل لسانه على الهواء أكثر من مرة ومن دون أن يشعر وهاجم نجوماً مشهورين، ولكنه في كل مرة كان يستدرك ذلك و(يداريه) على الفور.
الشعور بالظلم واكب الهريفي في كل مراحل حياته، و قد استفحل مؤخراً في موضوع إقامة حفل اعتزاله، حيث تكفل الجمهور بالاكتتاب لدعم هذا الحفل، ولكنه ما لبث أن أوقف حملة التبرعات ربما بسبب الحرج من قبل النصراويين الذين وعد أحدهم من أعضاء الشرف بإقامة المهرجان على نفقته الخاصة.