|


سعيد غبريس
وصافة جيدة لرديف جيد
2010-12-10
حين أطل لاعبو الكويت وهم يحملون علماً كبيراً لليمن ويضعونه في دائرة ملعب 22 مايو بعدن قبيل بدء نهائي كأس خليجي 20 بين المنتخبين السعودي والكويتي، أدركت أن الكويتيين كسبوا حماساً إضافياً إلى حماس لاعبيهم الذي تميزوا به طوال الدورة، وهذا ما تأكد للوهلة الأولى حين كانت ردة فعل آلاف اليمنيين تصفيقاً حاراً ومتواصلاً وفيما بعد حين سجل الكويتيون هدف الفوز بالكأس..
هذه لعبة ذكية تميز بها إداريو الفرق الكويتية فشعروا أنهم على أرضهم وبين جمهورهم ولاسيما أن البطولة تحمل اسم رمز الرياضة الكويتية الراحل الشيخ فهد الأحمد.
ولكن هذه الأجواء الاحتفالية والحماسية لا تكفي للوصول إلى اللقب، فالمنتخب الكويتي فعل الكثير لتحقيق هدفه والعودة إلى الأمجاد بعد 12 عاماً من الغياب عن الاحتفالات الخليجية وهو كان الأفضل، من حيث النتائج قبل المباراة النهائية بدليل تصدره مجموعته بينما تأهل السعودي لنصف النهائي من المركز الثاني.
وإذا كان الكويتي نجا من الهزيمة أمام السعودي بفضل تألق حارسه الخالدي وعدم توفيق الشلهوب في تسديد ركلة الجزاء، فإن السعودي وصل إلى النهائي بفضل خطأين من الخصوم: هدف الفوز على قطر بواسطة حامد شامي (خطأ في مرمى فريقه)، وهدف الفوز لأحمد عباس على الإماراتي بعدما استغل خطأ مدافع إماراتي.
لا أريد القول إن السعودي لم يكن جيداً، فالفريق الذي يصل إلى النهائي ويخسر بصعوبة وبعد تمديد الوقت هو فريق جيد، وفي الوقت ذاته استحق الكويتي اللقب بعدما خاض مباراتين ماراثونيتين على التوالي، الأولى وهي الأجمل والأقوى في البطولة أمام العراقي وانتهت بركلات الترجيح بعد 120 دقيقة مجنونة سجل خلالها أربعة أهداف، وذلك قبل الـ120 دقيقة الأخيرة من البطولة أمام السعودية.
ولم تكن هناك أي محاباة للكويت في حصدهم لجوائز البطولة، فالمطوع كان الهداف بالثلاثة والعنزي كان الأفضل بما يشبه الإجماع والخالدي كذلك، أما حكم المباراة فنكتفي بالقول إنه لم يكن موفقاً.
وهكذا يغيب السعودي عن منصة الخليج مرة رابعة متتالية بعدما وصل إلى الأمتار الأخيرة للمرة الثانية على التوالي، واتفق السعوديون على أن المشاركة كانت إيجابية لأنها أكسبت المنتخب عناصر جديدة، وبالرغم من بعض النغمات التي لابد منها كالمطالبة برأس المدرب، فإن الرضا السعودي عن النتيجة بكأس الخليج تمثل ببقاء بسيرو، ولم نفاجأ هذه المرة بما حصل مع كالديرون حين طلب منه المشاركة في غرب آسيا بقطر من أجل التحضير لما بعد، ولكنه أقيل بسبب الخسارة، واستمرار بسيرو هو عين العقل ولاسيما أن بطولة آسيا باتت على الأبواب.
ولكن هذا لا يمنع من انتقاد المدرب البرتغالي، الذي لم تكن لديه حلول في الهجوم خصوصاً في المباريات الصعبة، وخاصة المباراة النهائية، ولولا الرباعية في المرمى اليمني لكان اقتصر عدد الأهداف على اثنين، ولولا الخطآن اللذان ارتكبهما الخصوم في مباراتي قطر والإمارات، لكان المنتخب السعودي بلا أهداف ولما وصل إلى النهائي.
حسناً كانت نتيجة الوصافة لفريق رديف، وحسناً كان بسيرو في تكتيكه وفي توازن الدفاع، ولم يكن حسناً في ترك مهاجم خطير كريان بلال على دكة الاحتياط وترك صالح بشير إلى الوقت الضائع، ولم يعد بسيرو حسناً أبداً في انفعالاته ومغالاته في حركاته التي توحي أنه لا يسيطر على أعصابه واتزانه.