|


سعيد غبريس
حديث الرئيس العام
2010-11-05
كان الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد موفقا في إجاباته حول دورة كأس الخليج الـ20 في اليمن خلال برنامج (في العمق) من قناة دبي الرياضية، وخصوصا لناحية التأكيد على إقامة البطولة في اليمن متجنبا بإصرار أبداء أي رأي خاص بالوضع الأمني في البلد المنظم، تاركا ذلك لأصحاب القرار ولأصحاب الاختصاص أي وزراء الداخلية في دول الخليج المجتمعين في الكويت.
ومع أن الحديث لا ينقطع عن إمكانية تأجيل البطولة أو نقلها إلى مكان آخر، وذلك تبعا لتواتر الأحداث الأمنية داخل اليمن والتي لم تلبث أن تطورت إلى خارج البلاد انطلاقا منها وأبرزها الطرود البريدية الملغومة.. ومع أن بعض الدول دعت رعاياها لمغادرة اليمن بسبب الأوضاع الأمنية فإن الرئيس العام لرعاية الشباب كان يعكس وجهة نظر ومواقف القيادات السياسية والأمنية والرياضية في اليمن مرددا ما أكد له بعض هؤلاء عن الإجراءات والتدابير الأمنية الكفيلة بإقامة البطولة بعيدا عن أي تأثيرات أمنية، كنشر 30 ألف جندي لحماية البطولة وضيوفها ومنشآتها ومرافقها وجاءت المقاطع المسجلة لوزير الرياضة ورئيس الاتحاد اليمني في الحلقة ذاتها لتشرح باب الاستعدادات الجادة لحماية الدورة.
وبغض النظر عما إذا كان الأمير سلطان بن فهد مقتنعا أو غير مقتنع في قرارة نفسه بإقامة كأس الخليج في اليمن وسط هذه الظروف الأمنية في البلد المضيف، فإنه لم يذهب حتى بالتلميح إلى ما قاله الشيخ عيسى بن راشد في حديث مسجل بث في الحلقة ذاتها أبدى فيه بصراحة خوفه من الهاجس الأمني.
لقد وفق الأمير سلطان بن فهد في محاور عدة منتقيا التعابير المناسبة، ومتخذاً المواقف المسؤولة وخصوصاً في موضوع إشاعة نقل البطولة إلى قطر، حيث نفى ذلك، منوهاً في الوقت ذاته بقدرة قطر على تنظيم البطولة فيما لو (اعتذرت) اليمن، ولم يقل: فيما لو تقرر نقل البطولة.
كما أن الأمير سلطان كرس طي صفحة الخلافات السابقة مع رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام مؤكداً تأييد المملكة لترشيحه لولاية ثالثة في رئاسة الاتحاد الآسيوي، وفي الوقت ذاته أعلن تأييد ترشيح الأمير علي بن الحسين لانتخابات نائب رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) ضد المرشح الكوري الجنوبي الذي يدعمه ابن همام، طبقاً لقناعات خاصة.
وكذلك نفض الأمير سلطان الغبار الذي أثير حول الخلافات السابقة مع يوسف السركال رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الآسيوي، من دون أن يتراجع عن قناعاته الشخصية بأن السركال ليس له موقف ضد السعودية ولكنه لم يحسن اختيار الحكام للمباريات الحساسة للسعودية في تصفيات المونديال.
كنت أتمنى لتلك الحلقة أن تكون محصورة بكأس الخليج، وهي حديث الساعة، ولم أجد حاجة ملحة لطرح مواضيع مضت عليها آلاف آلاف الساعات، وخاصة الخلاف مع قناة أبو ظبي الرياضية، مع أن الأمير سلطان وجه كلام اللوم بلباقته المعهودة، ومع أنه تحدث بلغة الإقناع عن عدم جواز تقييم الأشخاص خلال فترة محددة وتناسى كل فترة العمل وما تحقق خلالها، وعن عدم جواز المطالبة باستقالة الرئيس والوكلاء وجميع العاملين في اتحاد الكرة، ولو صح ذلك لكان استقال بعد كل كأس عالم ما لا يقل عن 150 اتحاداً في العالم.
نعود إلى كأس الخليج الـ20 لنقول إن الجميع يريد إقامتها في اليمن، ولكن ليس وسط هذه الظروف، فاليمن بحاجة إلى هذه الدورة التي عادت بالفائدة الكبيرة على كل بلد نظمها، واليمن بحاجة إلى دعمنا جميعاً مثلما دعم العرب جميعهم لبنان بإقامة الدورة العربية في بيروت، ولكن بعدما تعافى البلد من الحروب الداخلية والخارجية، ودعاؤنا إلى الله أن يتعافى اليمن من شر هذا الإرهاب.