|


سعيد غبريس
خروج الهلال أكثر إيلاما
2010-10-22
الآن وقد أصبح ممثلا الكرة السعودية الشباب والاتحاد خارج البطولة الآسيوية، ضاعت الفرصة أن تكون العودة العربية إلى منصات دوري أبطال آسيا بنظامه الجديد عن طريق فريق سعودي، ويبقى العزاء للكرة السعودية بأنها الوحيدة التي فازت باللقب مرتين، وبالتالي سيكرم نادي الاتحاد صاحب الإنجازين كأفضل ناد آسيوي في العشرية الأولى حسب (تقويم) رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام، فـ(العميد) هو الفريق الآسيوي الوحيد الذي فاز بالبطولة مرتين حتى الآن، وتبقى الفرصة متاحة لفريق آخر أن يعادل الاتحاد ليكرما سوياً، أو يفوز باللقب في هذه السنة وفي السنتين المقبلتين لينفرد بالتكريم.
الشباب والهلال خرجا من الدور نصف النهائي ليضيع الحلم بأن يكون النهائي سعودياً صرفاً أو أحد طرفيه سعودياً، ولكن هذين الفريقين لم يستحقا التأهل للنهائي، لأنهما أضاعا الفرصة في مباراتي الذهاب، فالشباب سمح لسيونجنام بتسجيل ثلاثة أهداف في مرماه في عقر داره، والهلال أضاع فرصة التعادل على أرض خصمه الإيراني بإضاعة ركلة الجزاء وبعض الفرص الأخرى.
وإذا كان الشباب خرج بشرف كما قال رئيسه خالد البلطان لأنه خسر بهدف واحد على أرض خصمه، وكان الأفضل في الشوط الثاني والأقرب إلى انتزاع التعادل على الأقل، فإن الهلال خرج يجر أذيال الخيبة بالخسارة على أرضه وأمام جمهور ناهز السبعين ألفاً.
وإذا كان الشباب حصر خسارته بالخروج من البطولة الآسيوية، فإن الهلال ضاعف خسارته بإعلان رئيسه الأمير عبدالرحمن بن مساعد الاستقالة متحملا مسؤولية الخسارة، ومعتبراً أن الخروج الآسيوي هو نهاية مطاف المشوار، فيما كان رئيس الشباب خالد البلطان موفقاً في إعلانه تحمل المسؤولية وإعطاء موعد للقاء في البطولة المقبلة.
وفي رأيي وحسب أداء الفريقين السعوديين في نصف النهائي، فإن اللقب الآسيوي كان سيكون سعودياً في حالة واحدة فقط وهي تأهل الشباب والهلال إلى النهائي.. وفي مجمل الأحوال، فإن اللقب وحسب رأيي وفي ضوء أداء رباعي نصف النهائي، فإن اللقب سيذهب إلى سيونجنام وبتعبير آخر هو الأجدر به ولكن الكرة ليس لها أمان.
خروج الهلال كان أكثر إيلاماً من خروج الشباب لأن هذا الأخير كان أفضل من خصمه، فيما كان الهلال في أسوأ حالاته، وبدا ألا شيء يوحي بإمكانية فوزه سوى هذا الجمهور الكبير الذي حطم الرقم الآسيوي، أما اللاعبون فقد شكلوا شبه فريق، فريق تائه ومثقل بالهموم والهواجس والقلق، مسلسل جيرتس والمغرب، سيناريو ويلهامسون وزوجته وقصة رادوي ومنتخب بلاده، وحكاية نيفيز في تأخره للالتحاق بالفريق.
لم يكن الهلال أسوأ حالا من قبل وحتى أفضل مدافع في المملكة تسبب في هدف الخسارة وأفضل هداف مارس دور ظل المهاجم الخطير.. ولا ويلهامسون ولا الشلهوب ولا أي لاعب كان كما نعرفه.
خروج الهلال طغى أكثر بفعل استقالة الرئيس والكلام عن استقالة المدير سامي الجابر والفريق أمام استحقاق (الديربي) ومن ثم (الكلاسيكو) في سباق الدوري، وانتقل الانشغال من تأمين بديل للمدرب إلى تأمين بديل للرئيس وربما للمدير وبدا هذان الأخيران، الرئيس والمدير، وكأنهما يودعان النادي من خلال (دورة الشرف) لسامي الجابر قبل بداية المباراة وسط التصفيق المتواصل، ومن خلال المسافة التي قطعها الرئيس من وسط الملعب إلى غرفة اللاعبين خلال استراحة الشوطين، ماسحاً التجهم عن وجهه بالابتسام والتلويح للجمهور المرحب والذي كان الخاسر الأكبر.