|


سعيد غبريس
ندرة المهاجمين في دورياتنا
2010-10-08
النيجيري إينرامو مهاجم الترجي للموسمين الماضيين يتصدر قائمه هدافي الدوري التونسي لهذا الموسم.. وفي الإمارات يتصدر المراكز الأربعة الأولى مهاجمون أجانب وليس بين 9 لاعبين يتقاسمون المركز الخامس سوى لاعبين إماراتيين اثنين... وفي قطر يهيمن 6 مهاجمين أجانب على مقدمة اللائحة..
وأنا أقرا هذه المعلومات عدت إلى نتائج مسابقة هداف العرب للعام 2010 حيث سيطر المهاجمون الأجانب على الحذاء الذهبي العربي للمرة الرابعة على التوالي وللمرة الخامسة في السنوات السبع الماضية، مما يجيز طرح السؤال: هل يصبح لقب هداف العرب للعام 2010 أن نصف هدافي الدوري في الدول العربية هم من الأجانب، أضف إليهم لاعبا عربيا غير مواطن ليصبح عدد اللاعبين المواطنين الذين فازوا بلقب هداف الدوري في بلادهم أقل من النصف!!
وأكثر من ذلك أن المراكز الخمسة الأولى خلت من أي مواطن.. وهذا دليل على ندرة المهاجمين في منطقتنا العربية، ... وهذا مرده إلى أن معظم الأندية العربية، إن لم نقل كلها، تعطي الأفضلية في التعاقدات للاعب المهاجم وهذا يؤدي إلى ضعف الهجوم في المنتخبات العربية..
من خلال دراسة سريعة لقوائم هدافي الدوريات العربية، منذ إنشاء مسابقة الحذاء الذهبي في موسم 79ـ80 تبين أن المهاجمين الأجانب بدأوا ينافسون الهدافين المواطنين على لقب هداف الدوري في الموسم 95ـ96 حين نال النيجيري ريتشارد أبو كيري مهاجم النادي العربي القطري جائزة الحذاء الذهبي، وقبل أن يصبح أبو كيري أول مهاجم أجنبي يفوز بلقب هداف العرب، كان التونسي لطفي الصنهاجي أول لاعب عربي يفوز باللقب العربي خارج بلاده (كان يلعب مع النصر العماني في موسم 87ـ88، ثم تبعه السوداني عمر العلمين الذي كان يلعب مع النصر العماني أيضا في موسم 88ـ89.
وكان المغربي أحمد البهجة ثالث لاعب عربي يفوز بالحذاء الذهبي العربي خارج دوري بلاده (كان يلعب مع الاتحاد السعودي في موسم 96ـ97).
وفي المحصلة، وبين 31 هدافا للعرب (منذ موسم 79ـ80 وحتى 2009ـ2010) كان هنالك 9 لاعبين غير مواطنين فازوا بلقب هداف العرب بينهم 6 أجانب و3 عرب.
هذه الهجمة للاعبين الأجانب على لقب هداف العرب، تعود إلى السنوات التي تصاعدت خلالها الصفقات الخيالية والمجنونة للأندية العربية، وخاصة الخليجية، وما ساعد هؤلاء افتقاد الملاعب العربية لهدافين من طراز جاسم يعقوب وماجد عبدالله ومنصور مفتاح وفهد خميس وزهير بخيت وسامي الجابر وعبد العزيز محمد، وغيرهم ممن نالوا سابقا لقب هداف العرب.
أضف إلى ذلك عدم تواجد المهاجمين الأجانب بكثافة وبهذه النوعية في تلك الأزمنة، إذ أن قوائم هدافي الدوريات العربية لم تكن تتضمن أكثر من لاعبين أجنبيين، ولكن المقتحمين لهذه اللوائح إزدادوا عددا ونوعية: 8 في 2010 و8 في 2009 و5 في 2008 و10 في 2007 و5 في 2006 و5 في 2005 و6 في 2004 و3 في 2003 و 4 2002.
وخلال 79ـ80 وإلى ما قبل 2002، مرت سنوات لم تتضمن خلالها لوائح هدافي الدوري أي مهاجم أجنبي، أو تراوح العدد بين 1و2 باستثناء العام 2000 (4) والعام 97(3).
فهل هناك آلية لوضع حد لكثافة المهاجمين الأجانب في الدوريات العربية؟.