الرماد البركاني أصاب غباره الحكم الدولي السعودي خليل جلال، بل أصاب التحكيم السعودي بشكل عام وأثار حوله الغبار من جديد.
تمنيت التوفيق لهذا الحكم الذي سبق وفاز بجائزة (الحدث الرياضي) الصافرة الذهبية لأفضل حكم عربي لعام 2006، وتمنيت أيضاً أن تكون ضارة الرماد البركاني نافعة للتحكيم السعودي فيستعيد الثقة ويندفع الرئيس الجديد للجنة الحكام عمر المهنا في خطوات تالية لتعزيز مكانة الحكم المواطن.
ولكن التوفيق لم يحالف حكمنا ولا لجنة التحكيم، ليفرض التساؤل نفسه من جديد: كيف يكون الحكم السعودي ناجحاً خارج السعودية في معظم الأوقات، وداخلها في بعض الأحيان.
حضرت مباراة الهلال والنصر في بيروت مع بعض الأصدقاء السعوديين وأمام شاشة عملاقة في أحد المقاهي العامرة بالأخوة الخليجيين وجلهم من السعوديين، وكنت قبل أن تبدأ المباراة، ويفلت زمامها من الحكم، أنوي أن أكتب عن هذا الجو الحماسي للسعوديين وكأنهم في مدرجات ملعب الملك فهد الدولي، ولكني عدلت عن رأيي لأن الأحداث التحكيمية طغت على الأجواء السعودية في العاصمة اللبنانية بل وعلى نتيجة المباراة وتسلسل مجرياتها المشوقة.
لن أسمح لنفسي أن أشِّرح الأخطاء التحكيمية، ولا انتقاد الحكم خليل جلال بل سأعرض موضوع عدم الثقة التحكيمية للحكام العرب بشكل عام.
فالحكم العربي لا يستطيع أن يجرد نفسه من كل الاعتبارات التي تجعله منصفاً ونزيهاً وعادلاً، وهو إن نجح في إثبات عدم تحيزه لهذا الفريق أو ذاك، ولكنه يسقط في كثير من المواقف التي تحكم عليه أن يكون بعيداً عن أي مجاملة أو شفقة أو تعاطف أو مسايرة للفريق الخاسر.
فحكامنا لا يستطيعون، إلا نادراً، طرد لاعبين من الفريق الخاسر، ولا احتساب ركلتي جزاء، حتى لو كانتا واضحتين وضوح الشمس.
وحكامنا لا يقدرون على استعمال الحزم والصرامة تجاه مخالفات الفريق الخاسر خاصة إذا كانت خسارته قاسية، ويتحول في هذه الحالة إلى تطييب الخواطر وتخفيف وقع الخسارة، حتى ولو اضطر إلى المسايرة لتقليص الفارق في النتيجة، وكأن الخسارة تنال من شرف الخاسر.
فالخسارة بشرف أفضل بكثير من الحؤول دون حصولها بمساعدة صديق، وإن كانت الإنسانية دافعه الأساسي، وهنا أود أن أوضح للنصراويين أني لا أغمز من قناتهم في هذا الأمر، فهم استحقوا التحية حين انتفضوا في الشوط الثاني وقلصوا الفارق.
وقد أسهم بعض الهلاليين من الجهازين الإداري والفني، في إرباك فريقهم المنتصر، وكان الأجدر بهم الانتباه أكثر إلى كيفية الحفاظ على التقدم الكبير الذي حققوه بالأهداف الثلاثة المتتالية وحين تكون الغلطة من الشاطر تحتسب بألف غلطة.
وبالرغم من ذلك كله، فقد كنت مع القرار بإسناد المباراة إلى الحكم المحلي، وأنا مع عمر المهنا في هذه (المجازفة) ومع لجنة الحكام في تلقي (الصدمة) بروح الإصرار على إثبات الذات، والدفاع عن هوية التحكيم السعودي وعدم الاستسلام، و لكن على الحكم السعودي أن يقطع (شريان) الشفافية المفرطة في الملاعب.
تمنيت التوفيق لهذا الحكم الذي سبق وفاز بجائزة (الحدث الرياضي) الصافرة الذهبية لأفضل حكم عربي لعام 2006، وتمنيت أيضاً أن تكون ضارة الرماد البركاني نافعة للتحكيم السعودي فيستعيد الثقة ويندفع الرئيس الجديد للجنة الحكام عمر المهنا في خطوات تالية لتعزيز مكانة الحكم المواطن.
ولكن التوفيق لم يحالف حكمنا ولا لجنة التحكيم، ليفرض التساؤل نفسه من جديد: كيف يكون الحكم السعودي ناجحاً خارج السعودية في معظم الأوقات، وداخلها في بعض الأحيان.
حضرت مباراة الهلال والنصر في بيروت مع بعض الأصدقاء السعوديين وأمام شاشة عملاقة في أحد المقاهي العامرة بالأخوة الخليجيين وجلهم من السعوديين، وكنت قبل أن تبدأ المباراة، ويفلت زمامها من الحكم، أنوي أن أكتب عن هذا الجو الحماسي للسعوديين وكأنهم في مدرجات ملعب الملك فهد الدولي، ولكني عدلت عن رأيي لأن الأحداث التحكيمية طغت على الأجواء السعودية في العاصمة اللبنانية بل وعلى نتيجة المباراة وتسلسل مجرياتها المشوقة.
لن أسمح لنفسي أن أشِّرح الأخطاء التحكيمية، ولا انتقاد الحكم خليل جلال بل سأعرض موضوع عدم الثقة التحكيمية للحكام العرب بشكل عام.
فالحكم العربي لا يستطيع أن يجرد نفسه من كل الاعتبارات التي تجعله منصفاً ونزيهاً وعادلاً، وهو إن نجح في إثبات عدم تحيزه لهذا الفريق أو ذاك، ولكنه يسقط في كثير من المواقف التي تحكم عليه أن يكون بعيداً عن أي مجاملة أو شفقة أو تعاطف أو مسايرة للفريق الخاسر.
فحكامنا لا يستطيعون، إلا نادراً، طرد لاعبين من الفريق الخاسر، ولا احتساب ركلتي جزاء، حتى لو كانتا واضحتين وضوح الشمس.
وحكامنا لا يقدرون على استعمال الحزم والصرامة تجاه مخالفات الفريق الخاسر خاصة إذا كانت خسارته قاسية، ويتحول في هذه الحالة إلى تطييب الخواطر وتخفيف وقع الخسارة، حتى ولو اضطر إلى المسايرة لتقليص الفارق في النتيجة، وكأن الخسارة تنال من شرف الخاسر.
فالخسارة بشرف أفضل بكثير من الحؤول دون حصولها بمساعدة صديق، وإن كانت الإنسانية دافعه الأساسي، وهنا أود أن أوضح للنصراويين أني لا أغمز من قناتهم في هذا الأمر، فهم استحقوا التحية حين انتفضوا في الشوط الثاني وقلصوا الفارق.
وقد أسهم بعض الهلاليين من الجهازين الإداري والفني، في إرباك فريقهم المنتصر، وكان الأجدر بهم الانتباه أكثر إلى كيفية الحفاظ على التقدم الكبير الذي حققوه بالأهداف الثلاثة المتتالية وحين تكون الغلطة من الشاطر تحتسب بألف غلطة.
وبالرغم من ذلك كله، فقد كنت مع القرار بإسناد المباراة إلى الحكم المحلي، وأنا مع عمر المهنا في هذه (المجازفة) ومع لجنة الحكام في تلقي (الصدمة) بروح الإصرار على إثبات الذات، والدفاع عن هوية التحكيم السعودي وعدم الاستسلام، و لكن على الحكم السعودي أن يقطع (شريان) الشفافية المفرطة في الملاعب.