|


سعيد غبريس
اكتمل الهلال بياسر
2010-02-26
باستثناء الإنجاز الكبير للهلال أمام السد القطري في عقر داره وبثلاثية نظيفة، تعتبر انطلاقة الفرق السعودية الأربعة، في الدوري الآسيوي للمحترفين خائبة وخائبة جداً، بعدم فوز فريقين على أرضهما وبخسارة قاسية للثالث خارج أرضه.
هذه الانطلاقة الخافتة، مغايرة تماماً لانطلاقة العام الماضي المتفجرة التي أوصلت ذاك الرباعي السعودي إلى الدور الثاني بدون خسارة أي فريق وبتربع كل منها على صدارة مجموعته (قبل أن يحرم الشباب من الصدارة بانسحاب الشارقة الإماراتي، مما حتم لقاءه مع مواطنه الاتحاد في الدور الثاني).
وإذا كان من المبكر الحكم على مصير الاتحاد الخاسر بثلاثية نظيفة في طشقند أمام بونيودكور، والأهلي الخاسر في جدة (1 ـ 2) أمام الاستقلال الإيراني، والشباب المتعادل في الرياض أمام سبهان الإيراني، فإنه يصح القول إن الهلال المنتشي بانتصاراته المحلية (بطولة الدوري والكأس ووصافة كأس الأمير فيصل) والمتباهي بفوزه الرائع على السد القطري في الدوحة وبثلاثة أهداف نظيفة.. يصح القول في هذا الفريق أنه سائر حتماً إلى خير تمثيل للكرة السعودية، وأضعف الإيمان، أنه سيكرر إنجاز الاتحاد بالوصول إلى النهائي العام الماضي.
قطبا جدة أضاع كل منهما ركلة جزاء، ومع بروز النجم الجزائري الجديد في الاتحاد زيايه، والبرازيلي فيكتور في الأهلي، فإن الخسارة وقعت على كل من الفريقين من دون أن يقع هذان النجمان، ولكن الواقع لا يبشر بالخير بالرغم من أن الأهلي سيطر على المباراة ولم يكن قول مدربه باتشيكو (المهم عدم الخسارة) مقنعاً.
وإذا كان عامل الطقس شكل عائقاً كبيراً أمام الاتحاد في طشقند، فإن الطقس الداخلي في العميد ما يزال ملبداً بالغيوم السوداء، فما يكاد هذا النادي (يرتي) مزقا حتى يبرز (خزق) جديد ومفتعله هذه المرة الحارس مبروك زايد المتلكئ عن السفر.
الشباب الذي حقق أول ألقاب الموسم، ثم تاه بعض الشيء في بطولة الدوري، تغض مضجعه الغيابات في العناصر الأساسية ولا يبدو أنه يسير بخط متوازن في البطولتين المحليتين، وخصوصاً كأس الأبطال التي باتت تخصصه، والتي سيركز اهتمامه عليها، وبالطبع على حساب البطولة الآسيوية، فالفوز بلقبين محليين وبمركز متقدم في الدوري، توفر حفظ ماء الوجه وحفظ المكانة المرموقة بين الكبار.
الهلال وحده يظهر بوضوح تام، فلا مشاكل إدارية تعصف به من الداخل، ولا الحديث عن أزمة مالية تعكر صفو التفكير في حصد البطولة الآسيوية، ولا غيابات ولا إصابات بل وفرة في اللاعبين، ولا مغادرة لجيرتس، ولا مناوشات بينه وبين سامي، ولا لاعبون أجانب في نادٍ غيره يضاهون لاعبيه.
.. ولا عودة لياسر إلى الوراء، بل خطوات رائعة إلى الأمام منذ ثنائية نجران، ونجومية نهائي كأس ولي العهد، إلى ثنائية السد.
ولا عودة إلى ياسر المكسور بل ياسر الكاسر القناص الفنان.. ياسر الذي لا تحول دون كراته والشباك إلا العارضة أو القائم أو تألق نادر لحراس الفرق المنافسة.
ـ الهلال فرس الرهان هذا العام لإعادة الكرة السعودية إلى المنصة الآسيوية بعد طول غياب، وفارسه هو ياسر العائد.